أمّت الرجال و النساء في الجمعة؛ أين مسجدها ؟ و ما هي حججها؟
تلقت امرأة مسلمة في ولاية كيرالا بجنوب الهند تهديداتٍ بالقتل بعد أن أمَّت
صلاةً بجمعٍ مُختلِط من المصلين، في صلاة الجمعة بقرية واندور تشيروكود
بمدينة مالابورام الهندية الأسبوع الماضي.
ووفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، فيُعتقد أنَّ جاميدا بيفي هي أول
امرأة تَؤم المصلين من الرجال والنساء في صلاة الجمعة بالهند، حيث خطَبت
في الناس عن المساواة بين الجنسين.
وقالت جاميدا (34 عاماً) في حوارٍ عبر الهاتف مع صحيفة الغارديان: “أومن
بالقرآن، والقرآن يعلمنا المساواة بين الجنسين. كل هذا التمييز ضد النساء
وضعيّ فرضه المشايخ الذكور، وأريد تغييره”.
وتقضي التقاليد بأن يَؤم المسلمين في الصلاة الرجال، إلا في حالة أن يكون
المصلين كلهم من النساء.
وقالت جاميدا إنها تعتقد أنَّ القرآن ليس به أمرٌ بقصر إمامة الصلاة على الرجال
فقط. وهي تنتمي إلى طائفةٍ صغيرة تُدعى القرآنيين السنة، تؤمن بالقرآن
فقط، ولا تؤمن بالأحاديث التي تركها الرسول محمد حيال مجموعة متنوعة من
الموضوعات، وكتبها الصحابة والتابعين بعد وفاته. أمَّا أغلب المسلمين فيؤمنون
بالقرآن والحديث.
وتقول جاميدا، المطلقة والأم لطفلين: “يقول القرآن إنَّ الناس كلهم سواسية،
وكل إنسان يمكنه إمامة الصلاة. القرآن أساس الإسلام، وليس الحديث الذي
جمعه الرجال بعد وفاة الرسول. لقد قرر الرجال مسار الأمور واتخذوا القرارات
منفردين لمدة 1400 سنة، وحان وقت أن يتغير كل هذا”.
ردود فعل عنيفة
وأمَّت جاميدا المصلين ليس في مسجد، بل في مكتب جماعة القرآنيين السنة،
حيثُ تعمل بدوامٍ كامل. وأثارت فعلتها ردود فعلٍ عنيفة، إذ نقلت وسائل الإعلام
المحلية أنَّ أعضاء منظماتٍ إسلامية هددوا بقتلها.
وقالت: “هناك متطرفون لا يمكنهم التسامح مع أي حركة إصلاحية. لقد تلقيتُ
تهديداٍت على واتساب ويوتيوب وفيسبوك، لكنَّني لست خائفة”.
وقال عبد الرحمن سكرتير جماعة إسلامي هند التي تدير أكثر من 500 مسجد
في كيرالا إنَّ تصرف جاميدا كان “دراما معدة سلفاً”، و”حيلة لاكتساب شهرة
رخيصة” بينما يتشتت المجتمع المسلم عن المشاكل الحقيقية.
وأضاف عبد الرحمن: “تقضي التقاليد بأن يؤم الرجال المصلين، لأنَّ النساء
مشغولاتٍ ببيتهن وهناك ما يحجزهن عن الصلاة. وتقسيم الواجبات بين الرجال
والنساء ليس تمييزاً، بل مسألة تخص ما يناسب الرجال وما يناسب النساء”.
وتقود النساء المسلمات في الهند مؤخراً طليعة الجهود من أجل تجديد
الممارسات القديمة التي يؤمنّن بأنها تحمل تمييزاً ضد النساء. وحققن انتصاراً
في أغسطس/آب 2017 حين حكمت المحكمة الهندية العليا بإلغاء الطلاق
الثلاثي، الذي يُمكن فيه للزوج المسلم رمي يمين الطلاق ثلاث مراتٍ متتابعة
ليطلق زوجته نهائياً وفوراً.
قادت هذه الحملة جماعة حقوق المرأة المعروفة باسم حركة النساء الهنديات
المسلمات. كانت الحركة أيضاً تُدرب النساء المسلمات على تولي منصب
القاضي الإسلامي الذي يحكم في أمور الزواج وتعدد الزوجات والطلاق ونزاعات
الوصاية. لطالما اقتصر منصب القاضي على الرجال، وعادةً ما يورث من الأب
إلى الابن، ولكن في نهاية يوليو/تموز الماضي في جايبور بدأت الجماعة الأولى
من النساء في شغل مناصب القضاة بعد الانتهاء من دورة تدريبية مدتها عامين.