أثارت مشاركة فرق مسيقية البارحة من تنيدوف و المغرب و في مناسبات رسمية سابقة فرق أخرى من جمهورية مالي؛ تساؤلات عدة لدى البعض عن خلفيات هذا الأهتمام الرسمي بأمّة البيظان بشقيها ( العجمي) و الحسانيالمنتشرة على مساحات واسعة من أديم الجوار؟.
فالأعجمام في الشرق الشمالي من جمهورية مالي لا يخفون رغبتهم و توددهم الماضي و الحاضر في الأنضمام للجمهورية الإسلامية الموريتانية؛إن لم يجدوا الأستقلال عن أخوتهم الماليين الزنوج.
و هذا المطلب كان من بين عدة مطالب قدمها بعض مسؤوليهم للحاكم الفرنسي آنذاك؛خيّروا فيه المستعمر بعد رحيله إما استلال إقليم أزواد أو الأنضمام للجمهورية الموريتانية و الأستفتاء على الأختيار بين الأنضمام لجمهورية الجزائر او الأستقلال أيضا.
أما بالنسبة ( للبيظان) في الصحراء فأولائك عبارة قطعة من قلب الموريتانيين عموما لا يستطيعون العيش دونهم؛ مهما وقعت من حروب و ضغائن فكلّ ذالك يبقى خلافات داخل البيت الواحد.
و لا أدلّ على ذالك أنّه بعد و قوع الحرب بين الأشقاء بفترة و جيزة تربّع على كرسيّ الرآسة الموريتانية صحراوي قحّ و هو محمد خون ولد هيداله؛ فما كان له من معارض على أنتماءه الصحراوي؛ و جميع مناوئيه و خاصة الذين وقع في دمائهم؛ لا يعدون من مثالبه أنّه صحراوي أجنبي حكم البلاد؛ لأنّ هذه الخاطرة ممجوجة عندهم و ممقوته.
فهل هذا الزخم الوجداني و الترابط الأجتماعي يحاول النظام الحالي توظيفه و تأجيجه في أغراض سياسية خطيرة تفجر المنطقة و تعيد صياغة تموضعها؟.
أم أنّ النظام يحاول من هذه الألتفاتات إشاعة السلم الأجتماعي؛ و تحصين الجبهة الداخلية من خلال تحسين العلاقات الخارجيةمع الحكومات الرسمية؛ و مع شعوبها التي صارت غالبا تنفلت من قبضة حكامها؟.
هذا الطرح الأخير وارد جدا ؛ و يعززه أنّ نظام ولد عبد العزيز لم يركز فقط على مغازلة مكون البيظاني الأجنبي فقط؛ بل أقام عدة مهرجانت كبرى و في العاصمة لبعض مكونات الزنوج مثل سرقلات على سبيل المثال؛ فحضر في ممثلون عن السنغال و مالبي.