درجت العادة أن تشمت أحزابنا و كلّ الفاعلين السياسيين ساكنة القصر الرمادي؛ و ان تبحث له عن عورات للتشهير به و فضحه؛ و مقابل هذا تقوم هؤلاء الاحزاب السياسية بغضّ الطرف و التعامي عن كلّ ما عدي ذالك.
فحين نهبت سونمكس كانت أصواتهم مبحوحة؛ و حين أختلست البنوك كانت آذانهم مصمومة؛و فضائح البلد كثيرة لكنّك مع ذالك لن تسمع أو تقرأ لحزب واحد منهم يطالب بمحاكمة هؤلاء المفسدين أو فصلهم؛أو تفتيش مؤسسة أو مقاضاة شخص ضيّعا قوت بلد.
في حين لو أنّ واحدا من هؤلاء المفسدين كان من قبيلة الرئيس او أنّه يوما من الأيام شرب من مائهم الذي يشربون لدوّختنا المعارضة و الكتاب بكلمة الفساد و الأستبداد و استغلال المنصب.
نعم للرئيس بطانة فاسدة؛ و قرابة تتكسب من جيوب أبناء الوطن؛و علينا أن نندد بهذا و نشجبه؛ لكن أيضا علينا في نفس الوقت أن نندد و نشجب بنفس اللغة و الحزم بقية المفسدين في وطننا؛ و أن لا نغضّ عنهم الطرف لأنّهم من بني فلان أو من قرابة زعيم الحزب؛أو لأنّهم نافذين نتزلف إلى وجاهتهم.
فلماذا صمت القبور عن فضيحة الإذاعة على سبيل المثال؟.
و لماذا الإعراض عن فساد التعليم و ما يعانيه من تفريغ لطاقاته؟.
هل لأنّ كلّ سياسي له نصيب من الفساد فهو به راض؟.
لا ندري؛لكن الذي صرنا ندريه و نعيه أنّ النخبة متواطئة مع هذا النظام على الفساد؛ و صارت جزء من المشكل.
و أغنيتها التي تكرر كلّ يوم:
النظام مفسد
محمد ولد عبد العزيز مفسد
النظام استبدادي و البلد يسير إلى الهاوية…….
هذه الأغنية صارت لا تطربنا؛ لأنّ نخبتنا مفسدة كذالك و متواطئة و استبدادية في كراسيها؛ولا يهمّها من الوطن سوى ذاتها الضيقة و قرابتها؛و كلّ ما ترفعه من شعارات لا يعبّر إلا عن مشاكلها الضيقة و إن كانت في صياغ العموم؛ولا نستثني من ذالك إلا من رحم ربي؛ و قليل ما هم.