من وحي: مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم/ بقلم: أحد أبناء لعصابه

واليوم أيها الأحبة الأعزاء ونحن قاب قوسين أوْ أدنى من ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. يطيب لي أنْ أتحفكم وأشنّف مسامعكم وأعطر صفحاتكم وأنوّر أبصاركم وبصائركم… ببعض القصائد المديحية التي سبق وأنْ سطرتها في مديحه صلى الله عليه وسلم, عساني بها أحشر في زمرة محبيه ومتبعيه ومداحه وعشاقه.. وإن كانت بضاعتي في هذا المجال معتلة ومزجاة.. ولكن كما يقول الشاعر:
ما إنْ مدحت محمدا بمقالتي***لكن مدحت مقالتي بمحمد
والقصيدة الأولى في هذه السلسلة بحول الله وقوته هي بعنوان:
ومضة قدسية

هبي بصحنك يا أنشودة الأمل
وحدقي في مرايا الكون وارتحل
نفسي فداكِ فلا تاسيْ على جزعي
فإنني في ذرى العلياء لم أزل
لا تحسبي أنني بالتيه في قلقٍ
أو أنني بلمي عشتارَ في شغل
مجادفي في بحار الحب مشرعة
سكري تبدد ما بالقاع من بلل
ما عدت أنشد للعشاق قافيتي
ولا أسطر بوحَ الوامق الخطل
ما عدت أسكب دمع العين من شططي
ولا أعلل نايَ الوصل بالقبل
دمي مزيجٌ من الأحزان يشعلني
حزما يطهر ما بالنفس من علل
تعانق الحب والإخلاص من ألقي
وهنا ًفأشرق صبح الواله الوجل
توضأ الشعر في مرآة أخيلتي
فانساب مثل رُضاب الخود والعسل
أعتق الحرفَ من وحيي فأسكبه
رؤًى تزفُ إلى الجوزاء أو زحل
أكاد أرسم فوق الرمل أغنيتي
نورا يضيء شعاب السهل والجبل
غيثارة الوجد هل في التيه من أرب ؟
أم هل ببابلَ نايُ الوصل لم يزل؟
رؤايَ من عبق التاريخ في ألق!
وخافقي بسماء الأعين النجل!
فإن تمنيتِ يوما فكَّ أحجيتي
فحلقي في رحاب الطهر وابتهل
أظل أكتم في الأحشاء أمنيتي
حتى أصافحَ تاجَ المجد والرسل
خير البرية غوث المرملين إذا
جفَّ الغمام وأغرى الجدب بالمحل
خير الخليقة هلي أن أطير إلى
ظل ٍمن الوهج القدسي في مهل؟
وهل أراك على شحط النوى قمرًا؟
وهل أنام قريرَ العين من جذل؟
وهل أسوق إلى أم القرى فرحا
هديَ السماحة والإخلاص عن عجل؟
وهل أزمُّ رحال الشوق معتسفا
حتى أحُط بمهد الدين والملل؟
وهل أغازل في بدر وفي أحد
نصرا تحقق بالتوفيق والأسُل؟
رمى بك الله جمع الكفر في صخب
حتى تزيل رقاب الزور والدجل
ظنوا الجموع لدى الهيجاء تمنعهم
فاساقطوا بحياض الموت والخبل
تذري بهم عاديات الريح سالكة
معابرَ الذل والخذلان والوحل
وظلت الطير في الأجواء عاكفة
تحومُ حول رؤوس البغي والخطل
وعاد طه وعين الله تحرسه
والنصر يخفق فوق الأينق الذلل
والصحب حول رسول الله في ألق
والجيش في فرح بالمجد مكتحل
واخضرت الأرض بعد الجدب واتشحت
للناظرين بثوب الوشي والأمل
فللجداول ما تهواهُ من مدد
وللبساتين ما يحلو من الحلل
وأشرق الحق بعد الكفر واتضحت
سبل الهدى بمسار رائق خضل
واخضوضر العشب في البيداء وارتسمت
على الشفاه سمات البشر والجذل
ما عاد للشرك في أم القرى نُصبٌ
ولا طريق إلى الأوثان والدجل
أرضُ الجزيرة ما عادت ممهدة
للمارقين وداع الزيغ والخبل
سل الكنانة بعد الشام أو يمن؟
أمْ هل بساوة ما تزجي من البلل؟
إلى المدائن جند الله في عدد
يفرى المجوسَ وما تهذي من الخطل
وأشرق النور في الأرجاء وانطمست
معالم الكفر والإرهاب والجدل
ما ذا يبوحُ خطيب في بلاغته
من الثناء على المحمود في الأزل؟
أثنى عليه الذي في الخلق شفعه
بلا نظير ولا شكل ولا مثل
يا خير من سطعت في الأفق ملته
وخير من عطَّر التاريخ بالمُثل
وخير من تمم الأخلاق من ذهب
وجهاً يشعُّ بنور الله مغتسِل
يا خير من يمم العافون ساحته
بحرًا من الوهج القدسي منهمِل
ما ذا عليَّ إذا ما جئت ملتمسا
عفوًا وحسن ختام العمر والعمل؟
ونيل ما أبتغي في الحال من أرب
وأنْ أفوزَ بمحو الذنب والزلل؟
وهل ألامُ على شوقي وأمنيتي
بأنْ أقدَّ رحابَ الطهر من قبل؟
سأستمر على دربي على نسقي
بوحَ الحزين من الأنَّاتِ والوجل
أذري الدموع على ما كان من نزغي
ومن رؤاي َزمانَ اللهو والغزل
أهذي وأشفق من همي ومن جزعي
وأستمرُّ إلى أنْ ينتهي أجل
علي أتوبُ إلى الغفار من شططي
علَّ السبيل إلى الخيرات تضحك لي
علي ألملمُ آهاتي فأنثرها
بباب عفو الرحيم الواحد الأزل
سأستظل بنور الله معتصما
وأستدرُّ دموع َالجفن والمقل

كلمات : المصطفى أمون بتاريخ : 01 / ربيع الأول / 1433 هــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما, اللهم اجعله شافعا لي ولوالدي ولجميع المسلمين, (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم), يوم يشيب من هوله الولدان, وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها, ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم,
طبتم أيها الأحبة الأكارم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا, ومستقرا ومقاما وموئلا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى