رئاسيون أكثر من الرئيس

الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله

رئاسيون أكثر من الرئيس :

بمثل هذا التزلف تضيع حقوق الناس .. والأكثر إيلاما أن رأس النظام لا يعاقب المسؤولين عن تصرفاتهم تلك، لكونه يراها تعبيرا عن حبه والتمسك به والدفاع عن سياسته .
في الوقت الذي يسيؤون له ولحكمه.

مثلا :
تتذكرون تلك السنوات التي قضتها الفنانة المعلومة بنت الميداح محرومة من الظهور في التلفزيون الرسمي ؟
سبب ذلك – بعدما تقرر رفع الحصار عنها – أن الرئيس ولد الطائع لم يأمر بحصارها ولَم يكن على علم به ( صرح بذلك لبعض الشخصيات التي فاتحته في الأمر) ….
الذي حدث أن أحد مديري التلفزة آنذاك اتخذ مبادرة تملقية وهي جعل كافة أغاني الفنانة المعلومة الموجودة في ارشيف التلفزة في كيس بلاستيكي وابعادها عن أعين المهندسين والعمال حتى لا ينسى أحدهم ويقوم ببث أغنية من أغانيها.. فهي معارِضة وتغني لحزب معارض..
مضت السنين وتنافس الناس في الهجوم على قرار (ولد الطائع) .. وهو ما تبرأ منه أيام كان رئيسا وفِي أوج سلطته .
عندما رفع الحصار عن المعلومة اكتشف أن بعض الأسطوانات لم تعد صالحة لشيء وبعضها رديء ومتآكل .

الْيَوْم تكاد القصة تتكرر مع الدكتور الشنقيطي والشافعي وغيرهم .. يأخذ بعض المديرين مسؤولية ظلم مواطن وحرمانه من حقه، ظنا منهم أن ذلك يخدم النظام، فتتناول الناس القضية وتتحول الى قضية رأي عام، ثم يصرح الرئيس أن لا علم له بما حدث، وأنه لم يأمر به، وأن الوثائق حق طبيعي لكل مواطن.. ( قد يكون صادقا).
ولكن مع كل هذا الكلام الجميل لا تتم إقالة أحد ولا توبيخه ولا حتى تعكير مزاجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى