عجيب أمر عمدنا و وجهائنا فهم لا ينفعون الناس عند الضراء؛ و لا يسعون في ذالك سبيلا؛ فلن تجد لهم عملا خيريا يؤثرون به و سعيا مشكورا في ذالك من أجل مواطنيهم محمودا.
فاين هو العمدة الذي يتبرع بجزء من راتبه من اجل ايتام بلديته؟
أين النادي الثاقافي الذي شيّده من توعية حاضنته؟
و أين هيّ المدرسة أو المصحة أو المسجد او البئر الذي جعله ملكا مشاعا لشعبيته؟
اعرف أنّك لن تجد شيئ من ذالك في جلّ عمدنا.
لأنّ الهمّ العام لنخبتنا هو التحصيل و التصفيق و ليس البناء و التنمية.
فهم اوّل من يستفيد من مآسي هذا الشعب المسكين بنهب صدقاته.
من المنطقي أن يستغيث عمدة الملك بكلّ الخيرين و المنظمات الخيرية و السلطات المحلية و حتى الخارجية من أجل إغاثة المتضررين و المنكوبين و الفقراء و المساكين من ابناء بلديته.
و ان لا يكتفي بهذا فقط بل يطالب الدولة بتخفوف القيود الأمنية و القانونية التي تعرقل انسيابية العمل الخيري.
لكن ليس من المنطقي أن يطالب عمدة بلدية و أيّ بلدية كانت بالتضييق على أهل الخير و جعل الوصاية علي أعمالهم الخيرية؛ و أن يمرروا ما يبذلون عن طريق أيد غير آمنة عليه؛ أو على الأقلّ لا يثق فيها باذل الخير.
إنّ التكسب من جيوب الفقراء جريمة؛ و التضييق على الضحايا و المنكوبين فضيحة؛ و حشر الأغراض السياسية في آلام المحتاجين مصيبة.