لماذا تجاهل المخطار ولد داداه المقاومة في خطاب الأستقلال؟

مركز الصحراء : نستحضر في هذه المعالجة الإخبارية تعليق محمد المصطفى ولد بدر الدين الأمين العام لحزب اتحاد قوى التقدم المعارض على لحظة إعلان ميلاد الدولة الموريتانية.

وتحدث ولد بدر الدين في تعليقه الموجود في الفيديو المرفق باسم أهل العربية وأهل النهضة والشباب، معتبرا أنهم غير معجبين بطريقة الرئيس المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه التي أخذ بها استقلال موريتانيا، مضيفا وبالنسبة لنا، موريتانيا خيرها المستعمر بين مشروعين للاستقلال: المشروع الأول اقترحه “ديجول” لمصلحة فرنسا، في مؤتمر ابرازفيل، حيث اقترح على المستعمرات أن تأخذ استقلالها، لكن على عدة مراحل “مرحلة الاستقلال الداخلي، بعدها مرحلة الاستقلال التام” على أن تشرف فرنسا على كلتا المرحلتين، بهدف توجيههما لما يحمي مصالح المستعمر الفرنسي وفق تعبيره.

واعتبر أنه بالتالي كأن شيئا لم يكن: “ذهبت فرنسا، وبقي من يدينون لها ويسعون في مصالحها” أما المشروع الثاني يقول ولد بدر الدين فهو الذي تحقق في تونس والمغرب وفي افيتنام، حيث أخذت تلك البلدان استقلالها بناء على مصالحها وسيادتها، وهو نفسه المشروع الذي كان يدافع عنه أهل النهضة والشباب؛ حيث كانوا يرون أنه ما دام الاختيار ممكنا بين لا ونعم، فيجب التصويت ب”لا” حتى تنتهي فرنسا من الاستعمار كما فعلت غينيا بقيادة “شيخ تورى” حسب وصف ولد بدر الدين.

وأضاف في حديثه أن هذين المشروعين غير منسجمين، وبالنسبة لنا فإن المختار رحمه الله هو ومن وافقه قاموا بتنفيذ مشروع فرنسا في موريتانيا، ولذلك –حسب وجهة نظرنا-  فإنهم لم يراعوا مصالح موريتانيا، وهذا أكبر مآخذنا عليهم، وأضاف قائلا: بعض الناس يظنون أن ما ذهبنا إليه ليس صوابا، لكنني سأورد هنا شاهدا، هو خطاب المختار رحمة الله عليه، يوم “عيد الاستقلال” ومحتواه أنه اعتبر ذلك اليوم “يوم الاستقلال” يوما عظيما وهو يفتخر به، وأن الفضل في ذلك يعود للجنرال “ديجول” وحكمته ورشاده وقراراته التي اتخذت في مؤتمر ابرازفيل؛ مضيفا أن الشعب الموريتاني مدين للجنرال “ديجول” بعد أن أيقظه من سباب عميق ليفتح أعينه على الاستقلال، وأن الموريتانيين سيردون الجميل حسب نقل ولد بدر الدين عن المرحوم المختار ولد داده في خطابه الأول بمناسبة الاستقلال.

واعتبر ولد بدر الدين أن خطاب المختار الذي لم تذكر فيه المقاومة، وأبطالها الذي استشهدوا، بل وحتى لم يتم الترحم عليهم؛ كما لم يذكر في هذا الخطاب دور الشعب الموريتاني، بل اكتفي بالإشارة إلى أنه كان يغط في نوم عميق، إلى أن أيقظه الاستقلال، كما تم التعهد لفرنسا في هذا الخطاب بقضاء ديونها -التي هي بالنسبة لنا ديون على فرنسا وليست لها- وفي الوقت الذي ألقى فيه الخطاب أو بعد إلقائه، تم إنزال العلم الفرنسي من طرف فرقة من الجيش الفرنسي قامت برفع العلم الموريتاني، كأن الموريتانيين غير معنيين بالأمر، فأصبح هذا الاستقلال بمثابة منحة من المستعمر حسب تعبير ولد بدر الدين.

وقال ولد بدر الدين إنه حتى النشيد الذي لحن قبل خطاب الرئيس لحنته فرقة فرنسية، وأن الفنان سيداتي ولد آب قدم مشروعا تلحينيا للنشيد، لكن التلحين الذي بين أيدينا حاليا، هو من صناعة فرقة فرنسية وفق تعبيره، وأضاف أنه في الوقت الذي كان المختار يعلن استقلال بلاده، كان زعماء الحركة الوطنية في السجون “بوياكي ولد عابيدن رحمه الله، كان يومها في سجن تيشيت، ومعه أحمد باب ولد أحمد مسكه، وحيبه ولد همدي”، وهم بالنسبة لنا رموز للحركة الوطنية؛  كما كان الحضرامي ولد خطري ويعقوب ولد أبو مدين والسالك ولد ببوط وسيد محمد ولد ابن عباس في السجون، بمعنى أن الوطنيين الذين أرادوا الاستقلال الحقيقي كانوا يقبعون يومها في السجون، وبالتالي فإن كل تلك الملاحظات لا تتماشى مع مجد الشعب الموريتاني ولا تضحيات المقاومين، ولا رغبة المواطنين في الاستقلال الحقيقي، مثل شعوب الجزائر والمغرب وتونس مصر في ذلك الحين وفق ما تقدم به ولد بدر الدين.

وكان هذا التعليق قد جاء ضمن شهادة قدمها العميد ولد بدر الدين في برنامج الصحفة الأخيرة الذي بثته قناة الموريتانية قبل سنوات، ونستذكره اليوم في إطار الجدل الدائر حول رموز موريتانيا بعد التوجه لتغيير العلم والنشيد الوطنيين اللذين اقترح الاستفتاء الأخير تعديلا فيهما رغم الجدل السياسي الكبير الذي يلف هذه التعديلات الدستورية بسبب مقاطعة أطراف في المعارضة للعملية ومسار تنظيمها ونتائجها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى