حين يغيب جميل و عزيز ما هي تداعياتهما على المعارضة و النظام

نتوقع في نهاية هذه السنة و السنة الأخرى حدثان هامان؛ سوف يزلزلان الساحة السياسية و يفجران براكينها الجوفية؛ لما لهما من تأثير و حضور و رسوخ في العمق السياسي الموريتاني.

الحدث الأول هو تنحي الرئيس الحالي لحزب تواصل عن واجهة الحزب و ذالك بعد إنقضاء مأموريته القانونية؛و صار لزاما في أدبيات الحزب عليه من ضخّ دماء جديدة في قمّة الهرم.

الكلّ يعرف أنّ تواصل له من الكوادر و الشخصيات الكثيرة و الكثيرة؛ منها ما يفوق جميل منصور في سعة الأفق السياسي؛ و منها ما يماثله في الحنكة الميدانية.

لكن اللذي يفوق فيه جميل كثيرا من أقرانه؛أنّه نبتة موريتانية خالصة في  الفكر و التجربة والخبرة.

فالرجل تربى و ترعرع و درس في المدارس و المعاهد الوطنية.

و الرجل عايش نموّ الحركات الإسلامية بنفسه؛ كأنّه ولد يوم ميلادها و شبّ مع شبابها؛ وهاهي اليوم تبلغ سنّ الرجولة كما أنّه هو أيضا يبلغ سنّها.

حسب ظنّي لا يوجد شارد و لا وارد من التيار الإسلامي في موريتانيا إلا هذا الرجل له أُنف من نشأته.

و حين يغيب هذا الرجل عن حزب حديث النشأة كحزب التجمع والإصلاح للتنمية؛ و الذي ما زالت تتقاذفه أمواج الجهوية و القبلية و تضخم الأنا؛ و تتكالب عليه عيون الخصوم من الداخل؛ و جواسيس الخارج؛ أقول علينا أن نخشى عليه الأنشطار و التفكك.

و يكفي فقط أن ننبّه إلى  مؤشر حدّة التجاذب الآن ؛ هو هذا التنافس الشديد و الهمس الجديد؛ أنّ أهل الشرق في ثوب ولد غلام لا يصلحون لقيادة الحزب؛ لحدّة طبعهم؛و جفاء سلوكهم.

الزلزال الثاني و الذي ما زال الكلّ يشكك في وقوعه من أغلبية و معارضة على حدّ سواء هو تنحي محمد ولد عبد العزيز طواعية عن السلطة في نهاية 2019 م ؛ و تسليم السلطة لخلف له.

هذا الزلزال المؤشرات تؤكده و القرائن و الأحوال توحي به؛لكن الأمر جلل؛و يعتبر سابقة في التاريخ الوطني الحديث؛ ولذا صار توقعه من الحقائق التي تقرب الخيال.

إن وقع هذا الحدث سوف ينعكس أمره أوّلا على الأغلبية التي اعتادت على التصفيق للسلطة و معارضة من هو خارج قصرها؛ سوف تجد نفسها محرجة من عسكري ببزته المدنية يملك جميع مفاتيح اللعبة خارج القصر الرمادي؛ وفي نفس الوقت هناك من يمشي على البساط الأحمر و بيده التعيين و خزائن المال العام .

فهل سوف تبقى الأغلبية متماسكة بعد 2019 م؟

و كيف سوف يكون مسرح العمل السياسي حينئذ؟

فهل سوف نشاهد محمد ولد عبد العزيز يقود حزبا يتكتل مع تواصل وبقية الأحزاب و هو يقود مسيرة حاشدة معارضة للرئيس الجديد؟

فهل نتوقع إذا كان الخلف لولد عبد العزيز مدنيا صراعا بين المدنيين و العسكريين كما وقع في عهد سيد ولد الشيخ عبد الله؟

مدير الموقع غالي بن الصغير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى