ول غده خرج ام دخل السجن؟؛هل هو معارض أم مغاضب ؟

تعرض ولد غده لحادث سير يوم الجمعة 12 – 05 – 2017 أدى لوفاة ثلاثة أشخاص، وذلك إثر فقدانه السيطرة على سيارته أثناء محاولة تفادي جمل كان يقف على الطريق.

واطلق سراح ولد غده بعد إصدار مجلس الشيوخ طلبا بتطبيق الفقرة الأخيرة من المادة: 50 من الدستور والتي تقضي بتعليق اعتقال أي عضو تطلب غرفته ذلك.

و أعيد للسجن يوم الجمعة الماضي.

أنا هنا لن أناقش قانونية توقيف ول غد من جديد و إن كانت المسطرة القانونية توحي أن لا ضير في ذالك؛ هذا لن أناقشه؛لأنّه بكلّ بساطة النظام و المعارضة على السواء لا يؤمنون بالقانون و هم أوّل من يكفر به؛ حين يخالف مصالحهم.

و على سبيل المثال الدستور الذي هو أقوى من النصّ القانوني؛ النظام الحالي أنقلب عليه يوم 6 أغشت 2016 م؛ و المعارضة عند إذن في ثوب التكتل باركته.

الذي نريد ان نسلط عليه الضوء ؛ هو ما هية ول غده؛ فهل هو من المعارضة؟؛ في حدّ علمنا أنّه أقرب إلى رجل مستقلّ له أفكاره و تكتيكاته التي قد تزعج النظام أو ترضيه؛ من أن يكون رجلا من المعارضة؛ و ليس من الضروري أن يكون الأنطباع السائد عند عوام السياسيين أنّ من يريد مغاضبة النظام أو اسقاطه معارض خالص؛ فذاك فهم سقيم لا تقتفي أثره.

أيّكم سمعه يوما ينادي برحيل النظام أو سقوطه؟؛أو يؤيد من يحمل تلك الافكار ؟.

هناك من يزعم أنّ كلّ من ينتقد النظام أو يخالفه في بعض الجزئيات أنّه معارض أصيل؛وهذا تصور فيه غفلة؛ وبعد عن الواقع؛ فكلّ نظام له معارضته التي صنعها بيديه؛ تلعنه  أوّل النهار و تسبّه آخره؛ و لا مانع من رفع السلاح إن أحتاجت لذالك من أجل التغطية على موقفها.

لكنّها في الكواليس طيّعة و تسمع أوامر ه و تنفذها بأمانة؛فأين هي هذه المعارضة من بين معارضينا الاشاوس؟.

و الذي يظهر لنا إلى حدّ الآن هو تردد المعارضة  الحالية و خفوة صوتها في تأييد ول غده و الوقوف إلى جانبه.

تصور معي لو أنّ الموقوف أحمد ولد داده أو ول مولود؛هل المعارضة سوف تكتفي بالبيانات الباردة المتثلجة؟.

لماذا هذا الفتور مع ول غده ؟.

إنّ اعتقال ول غد سواء  عن حسن نيّة أو سوءها؛ يريده النظام اليوم من أجل الأستهلاك المحلي؛ و إلهاء الرأي العام فيه؛ و خاصة المعارضة؛ حتى يظهر النظام في ثوب الحريص على تطبيق القانون سواء القوي أو الضعيف او الوجيه و الوضيع ؛ و لو كان من قبيلة الرئيس.

امّا المعارضة فسوف تظهر بمظهر المتناقض الذي يطالب بتطبيق الدستور؛ و في نفس الوقت يدعو إلى اطلاق الجانحين.

ولد غده مظلوم لأنّ غاية ما في المسألة الرجل أرتكب حدثا عن غير قصد؛ و كان كريما فيه و شهما مثّل فيه علوّ نفسه و جسد في أخلاق الموريتانيين الأصيلة.

و ما يراد به اليوم في السجن لعبة سياسية قذرة؛ نتضرع الله أن لا يكون أحد أركانها؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى