زار رئيس الجمهورية اليوم ولد عبد العزيز مدينة كيفه عاصمة ولاية لعصابه؛ ومن الصباح الباكر و الجماهير تتدفق في السيارات من ضواحي المقاطعة؛ كلّ وجيه يحشد و يستنفر أنصاره.
و أوّل ما يلفت أنتباهك في منصّة الاستقبال هو السيطرة تامة على التنظيم و الحفاظ على الأنضباط و التحكم في دخول الجماهير من وإلى المنصّة.
كانت جموع الناس حول المنصّة كالسوار حول المعصم؛ كلّ شيخ أو وجيه أو حزب او مبادرة متميّزة بأتباعها على أمطار من تلك الدائرة.
داخل هؤلاء الجموع هناك قوس يطبق على المنصّة خصص للرئيس و ضيوفه.
هناك من يقدر الحضور بألفين و خمس مائة؛ خمسها من الأطر و الفاعلين السياسيين؛ و البقية من أهل البدو الحضر في مدينة كيفه.
ألقى الرئيس كلمته؛ و حينئذ بادرت إلى ذهن السامع عدّة ملاحظات عليها:
الأولى: أنّ عقدة حزب التجمع و الإصلاح و التنمية تطارد الرجل في خطاباته؛ فقد أتهمه بطريقة غير مباشرة بقلّة الوطنية و العمالة و معارضة الإصلاح.
فهناك رئيس حزب يقول الرئيس لا يحترم العلم ويصفه بأنّه( شرويطه ) و هذا لا يعتبر وطنيا؛ والذين يتظاهرون من أجل دعم دولة خارجية لا يمتون إلى الوطنية كذالك بشيئ.
أليست هذه تلميحات على حزب تواصل.
في نظرنا أنّ النظام استنتج أنّ الحزب الوحيد الذي يقف أمامه هو هذا الحزب؛ ولذا يجب التركيز عليه؛ وتشويهه؛ و الضغط على أتباعه حتى ينسحبون كما فعل بودرباله و نائب عمدة عرفات في الأيام الماضية.
الملاحظة الثانية: الرجل ما زال متمسكا بمحاربة الفساد و ذالك من خلال ترشيد النفقات في إلغاء الشيوخ و تجميع بعض المؤسسات الدستورية.
الملاحظة الثالثة: الرجل مستميت في تغيير العلم؛ و متشبث برمزية المقاومة؛ ولذا أطنب في خطابه من أجل التصويت بنعم للتعديلات الدستورية.
الملاحظة الثالثة: كان كلامه حول الشيوخ في مدينة كيفه فيه مهادنة كبيرة؛ بل تلطف و ألتماس للمخارج لهم حين ينتقدهم في كلمته.
و سبب ذالك أنّ شيخ كيفه من التواصليين و بوامديد و كنكوصه من الأتحاد.