زيارة الوزير الأول لباركيول أشعلت الحريق الذي كان خامدا ؛ فالصراع القبلي و الخلاف بين من يحشّه تأجج ؛ وهذا كان أكبر انجاز حققته هذه الزيارة في نظرنا؛بالإضافة إلى المهمة الاساسية التي جاء من أجلها؛و هي التعبئة؛و التشويش على المعارضة في الدعوة لمأمورية ثالثة.
الخلاف بين الأحلاف التقليدية في مقاطعة كيفه على سبيل المثال كان ساطعا؛وأرض باركيول الشاسعة لم تسعه بسبب حساسياتهم الجمة؛ لكن جمعتهم حفاوة الزيارة؛إلا أنّ المصالح السياسية بقيت تفرّقهم.
فعند مدخل الغايرة كان هناك رجل كيفه القوي يستعرض حشد حلفه التقليدي؛ في بيدر لا حصاد فيه لأحد سوى أو عمدة كرو.
وقد عجت جنبات الطريق بأنصارهما؛و ملأت الجو هناك فرحا و ترحيبا بالوزير الأول الذي توقف على عجل لتقديم التحية لهما؛ و كان ذالك لا بدّ منه حتى لا يثير حفيظة من أختار إظهار شوكته؛ و قوة حلفه.
و عند بورات كانت الأرض تئط بأنصار حلف أجّ فهذه أرضه و هذه جماهيره و هذا ملعبه؛ و الفريق حين يلعب على أرضه يزداد قوّة؛ و لا يستطيع من كان خصمه أن يجاريه فيه.
لكن كانت هناك منغصات في هذه الزيارة على الوزير الاول و بعض الأحلاف التقليدية.
فظهور جماعة الخير تعتبر مرارة لدى البعض تفسد عليه حلاوة الزيارة.
و غياب حلف ولّ الغوث عن مشهد الزيارة يعتبر غصّة للوزير الأول يصعب عليه ابتلاعها.
فهذه قوّة سياسية كانت بارزة في المقاطعة فرضت وجودها في الانتخابات الماضية من دون منّ من نظام و لا معارضة؛ تجسد لها ذالك في منصب النائب الذي انتزعته حينئذ.
و هذا الحلف أيضا يعتبر عمقا اجتماعيا للوزير الاول؛ و غيابه عن الزيارة يزيد من إحراجه؛ فمن عجز عن كسب محيطه فكيف يستطيع له أن يكسب الآخرين؟.