واضح أنّ الرئيس الدوري للمعارضة جميل منصور كان يعيش الواقع و يعرف انصاره و مناضلي حلفاءه في المنتدى و 5 أغشت.
الرجل كان يعي ما يقول عندما راهن على حشد المعارضة و قال بالحرف الواحد إنّ تنظيم ثلاث مسيرات غدا سوف يكون تاريخيا بكلّ المعايير؛ فقد كان له ذالك.
نريد أن نقرأ ما بين السطور في خطابات قادة المعارضة في يوم نصرهم؛ فهناك ما يمكن أن يقال؛ فقد لا حظ المراقبون أنّ كلّ قائد من المعارضة كان يعبر بالأمس عن هواجسه و نقاط ضعفه و هموم شريحته.
فصاحب التكتل نادى بالإجماع على رفض تعديل الدستور و رفع البطاقة الحمراء أمامه.
و بهذه اللغة يعبر عن هاجسين أساسيين فالأول هاجس تغيير العلم الذي صار عند التكتليين عموما و أهل المنطقة جنوبا نوعا من الإستهداف التاريخي؛ فهذا العلم الذي يرتبط به وجدان الموريتانيين؛ يزيد عليه أهل الجنوب جانبا روحيا و اجتماعيا لأنّه يذكرهم بالمؤسس رحمه الله تعالي.
أما لغة البطاقة الحمراء فتلك هواية دفينة فيه لا يمكن أن يخفيها للكرة الوطنية.
أما الرئيس جميل منصور فقد أكّد أنّ المعارضة تحترم الجيش و لا تستهدفه؛و هناك كان هاجس رابعه العدوية و تونس و سوريا و الجزائر حاضر في مخيلة الرئيس؛ و غلب عليه.
أما الرئيس صيام اتيام فقد قال أنّ التعديلات تهدد الوحدة و تماسك المجتمع؛و هذه عباراتان كاشفتان عن هموم إخوتنا الزنوج في الوحدة و التعايش الآمن و النزعة الأنفصالية عند بعض متطرفيهم ؛ و الخوف من تكرار هول أيام الجمر في عهد ول الطائع بالنسبة لهم.
أما عبد السلام ولد حرمه فقد اختار أن يكون واعظا و مرشدا للنظام؛ و نبه النظام على مسيرة اليوم فهي بالغة الواضوح للعقلاء و حذر من المساس رموز البلد؛ و هذا يكشف لك تعاطف هذا الحزب مع النظام؛ و إن كان في صفّ المعارضة.
أمّا الساموري بن بي فقد قال أنّ ولد عبد العزيز يجهل البلد؛ و هذه اللفظة هي المرض الخطير الذي تعانيه شرائح موريتانيا و خاصة شريحته هو فأختار ولدبي يوظف الكلمة ضد الرئيس لينبّهه أنّ مرض الرعية قد أصابه بالوباء.
أما الشيخ ولد غده فقد وظف عبارة تفشي الظلم الذي هو متفش بين الحكومة ؛و قال الشعب سوف ينتفض ضد المساس بحريته.
فالرجل لتوه خرج من السجن و اكتوى بالظلم فخاطب الشعب كأنّه في زنزانة يريد أن ينقذهم منها.