إطلالة الرئيس القويّة و الصادمة من ملّح؛ و قنابلها الصوتية الخارقة؛ و حشدها الضخم المهيب؛ يوحي بالكثير و الكثير.
توقعات الرصد من هذه الإطلالة أنّ الأيام المقبلة سوف تكون غائمة بالتجاذبات السياسية المتشاكسة؛ مصحوبة برعود مدوية سوف تزعج خصوم الرئيس إن لم ترسل عليهم صواعق تمحقهم او تحرقهم.
كما تتوقّع الأرصاد عواصف إعلامية سوف ينفخها الجهاز الأمن من أجل التشويش على المعارضة و الحدّ من رؤية المواطن لانشطتها؛ و ما تسريب ولد غدّه عنّا ببعيد.
لكن السؤال المحيّر من هم خصوم الرئيس؟
قد يتبادر إلى ذهنك أنّ المعارضة هيّ خصم الرئيس الذي يهابه؛ ويخشاه؛ و يحسب له ألف حساب.
في نظرنا أنّ هذا الطرح ليس بالوجيه؛ فإن كانت المعارضة قادرة على الحشد و الحضور الإعلامي؛ إلا أنّها عاجزة عن التنظيم و التوجيه؛فهي لا تتحكم في صناديق الأقتراع.
في نظرنا الذي يهابه ولد عبد العزيز و ترتعد له فرائصه هو هؤلاء الشيوخ الذين بارزوه في الخفاء و تظاهروا له بالولاء.
صار الرئيس من ضربتهم تلك في قبّة الشيوخ لا يثق في حوارييه منهم ؛ و يهاب المجاهرين منهم.
هؤلاء ـ كما يعرف ذالك رئيس الدولة ـ هم الذين يملوكون زمام شعبه؛ و يستطيعون سوقه أنّى شاؤوا.
هؤلاء هم الذين في نظرنا يهددهم الرئيس و يتهمهم بالفساد و يتوعدهم بنبش الفضاء؛ هؤلاء هم الذين يعنيهم الرئيس برسائل ملّح المفخخة.
معركة الدستور سوف تكون منحصرة فقط بين المتمردين من الشيوخ و الرئيس؛ و المعارضة فيها ليست إلا مددا صغيرا؛ سوف ينقلب بعضه في الطريق؛ و يبحّ صوت باقيه.
ممّا يؤكد لك ما قلناه تهديد والي لعصابه الضمني للوجهاء القبليين؛ ووعيده ببنك معلوماتي؛ يحصي عنهم كلّ شيء.