حكم بعد المداولة في حقّ دولة قطر

دول الحصار تمارس الكذب الإعلامي بعيدا عن أي إجراء قانوني

قطر لم تهاجم أي دولة أو تتآمر أو تحرض أو تهدد باستهدافها

الدوحة بريئة من تمويل الإرهاب أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول

قطر دولة تلتزم بالقانون الدولي وبالأخلاق الإسلامية التي تحرم الإفساد في الأرض

ادعت دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، أن قطر تمول الإرهاب وأكثرت أجهزة إعلامها من اللغط والغلط حتى بلغ حد الخروج عن الأخلاق والأدب؛ بل والسلوك الإنساني القويم.

ونحن سنقدم دولة قطر للمحكمة الجنائية الدولية لنحاكمها بتهمة تمويل الإرهاب وننتظر كيف سيصدر الحكم.. هل هي مذنبة وفقا للقانون الدولي… أم ليست مذنبة.. ؟!

وها نحن الآن في قاعة المحكمة نواصل نقل وقائع المحاكمة وفي الجلسة الثانية نستكمل المرافعة حيث طلب ممثل قطر من المحكمة توضيح مفهوم الإرهاب في عقيدة هذه المحكمة وفي القانون الدولي لكي يعرف الجميع أن دولة قطر بريئة مما اتهموها به كذبا وزورا.

القاضي:

مفهوم الإرهاب في عقيدة المحكمة الجنائية الدولية:

(هو الاستعمال غير المشروع للقوة أو التهديد بها أو تمويل مستخدميها ضد الأشخاص والممتلكات لإجبار المدنيين أو حكومتهم للإذعان لأهداف سياسية).

فلابد أن تتوفر أربعة أركان لاتهام أي دولة أو جماعة بالإرهاب..

1. استعمال القوة والعنف غير القانوني ويشمل: الضغط الدبلوماسي؛ والحصار الاقتصادي؛ والتدخل العسكري؛ واستهداف البنية التحتية بالتدمير..

(فلا يشمل ما تقوم به حركات التحرر ضد المحتل لأنه مشروع وفقا للقانون الدولي).

2. تعريض حياة الأشخاص والممتلكات للخطر.

3. تعريض الأمن العام للخطر.

4. (القصد الجنائي) بقصد تحقيق تغيير سياسي. مثل: الاحتلال أو الانفصال عن الدولة الأم؛ أو الفوز الحزبي أو إقالة الحاكم. أو الانقلاب.. إلخ…

القاضي لممثل الادعاء: هل قطر استخدمت القوة والعنف غير القانوني ضد دولكم؟

ممثل الادعاء: لا

القاضي لممثل الادعاء:

هل قطر هددت باستخدام القوة بقصد تغيير سياسي في أي من الدول؟

ممثل الادعاء: لا

القاضي: هل هاجمت أو حرضت أو هددت قطر باستهداف البنية التحتية لبلدانكم؟

ممثل الادعاء: لا..

القاضي: هل تآمرت أو مولت قطر لأي تغيير سياسي في بلدانكم بالقوة والعنف؟

ممثل الادعاء: بالقوة والعنف..لا؛ لكنها دائما تأتي بخبراء ومحللين في قناة الجزيرة لطرح مواضيع تهم الشعوب.. وتقول الحقائق.. فتعمل على تفتيح العقول وتنوير الأفكار.. وهذا يقلقنا كثيرا ويعرض أمننا للخطر.

القاضي: وأين القوة والعنف فيما تقول؟! ومتى كانت الحقائق خطرا على الأمن؟!

ومتى كان تنوير العقول والشعوب مدعاة للخوف والخطر..؟! ربما تشعرون بهذا لأنكم لم تجربوا الحرية بالمعنى الصحيح.. فما سمعناه عنكم من تجريم الإفصاح عما يجيش في صدور مواطنيكم من رأي وتغريمه وسجنه لمن يجاهر بما يعتقد واتخاذ أسلوب محاكم التفتيش هو الذي يهدد الأمن العام في بلدانكم ويولد الإرهاب.

ممثل الادعاء:

دولة قطر قامت عدة مرات بتفجير كنائس في مصر.. وعدة تفجيرات في أماكن أخرى..

القاضي لممثل الادعاء: وما هو الإجراء القانوني الذي اتخذتموه حيال ذلك…؟

ممثل الادعاء: كل مرة نعلن فيها أن قطر هي من قامت بالتفجير.. نسلط عليها أذرعنا الإعلامية لتشويه صورتها ولكن لا يصدقنا أحد.

القاضي: أسألك عن الإجراء القانوني؟ وليس عن الكذب الإعلامي.. لماذا لم تطلبوا عقد جلسة في مجلس الأمن؟. أو ترفعوا دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية؟

ممثل الادعاء: ليس عندنا دليل يدينها.. ولكن عندنا إعلام يسبها.. ولو كان عندنا ما يدينها بنسبة واحد في المائة لهرعنا ركضا إلى مجلس الأمن…

القاضي لممثل قطر: ما ردكم على هذا الاتهام؟

هل فعلا قمتم بتفجيرات في الكنائس وغيرها؟

ممثل الادعاء: سعادة الرئيس وأصحاب السعادة القضاة.

أولا: قطر لم تقم بتفجير أي شيء في مصر ولا في غيرها.. قطر دولة تلتزم بالقانون الدولي وبالأخلاق الإسلامية التي تحرم الإفساد في الأرض؛ والمبادئ الإنسانية التي تعلوها الرحمة؛ ولا يمكن أن يصدر منها أي أذى لأي دولة في العالم.

ثانيا: لقد ادعت مصر أكثر من مرة أن قطر قامت بتفجيرات داخلها.. ومع ذلك لم تجرؤ على تقديم شكوى لمجلس الأمن.. واكتفت بالادعاء الكاذب وتشويه سمعة قطر.. هل تدرون لماذا يا حضرات القضاة؟!

لأنها لو قدمت شكوى لمجلس الأمن ستطلب قطر تحقيقا دوليا لكشف ملابسات التفجيرات ومن الذي قام بها.. وبذلك سينكشف المجرم الحقيقي.. الذي هو قائد الانقلاب؛ الذي يقتل في شعبه ويتهم قطر زورا وبهتانا. ونتحدي أن تتقدم مصر بشكوى لمجلس الأمن بما تتهم به قطر.. أقول إنها لم تفعل ولن تفعل.

القاضي لممثل قطر: ما هو ردك على ممثل الادعاء أنكم دفعتم أموالا طائلة للإرهابيين لتحرير مواطنيكم المحتجزين في العراق؟

ممثل قطر: كما تعلم عدالة المحكمة الموقرة وكما هو مقرر في كل الشرائع والقوانين.. إن من أركان الجريمة توفر القصد الجنائي فيها.. وإلا لم تثبت التهمة. نحن لم ندفع أموالا لجماعات إرهابية.. نحن دفعنا الفدية التي طلبها الخاطفون برعاية الحكومة العراقية لنحرر مواطنينا.. فنحن دولة تحترم مواطنيها؛ وتحافظ عليهم؛ وتعمل على أمنهم وراحتهم مهما كلفنا ذلك.. وكما قال ممثل الادعاء إننا دفعنا لنحرر مواطنينا.. يعني ركن الجريمة الأساس منتف وهو (القصد الجنائي).. فلم ندفع لعمل إرهابي ولكن لنحرر مواطنينا.

قناة الشعوب

القاضي لممثل دولة قطر: وما هو ردك على الادعاء الثاني الذي يخص قناة الجزيرة؟

ممثل قطر: أولا: قناة الجزيرة كما قال الخبراء عنها.. قناة الشعوب.. تهتم بعرض الآراء في جميع القضايا السياسة والاجتماعية والثقافية والتاريخية.. وترفع شعارا لها (الرأي والرأي الآخر)، بصدق وحيادية.. فمن تأذى من رأي فليتفضل ليقول رأيه بكل حرية.. وكما أنها تهتم بعرض الأحداث والحقائق بلا حدود.. لتعلم الشعوب الحقيقة.. وهم يريدون أن تغيب الحقائق عن الشعوب لتمرير كذبهم..

ثانيا: حرية الرأي مكفولة بالقوانين الدولية والمواثيق الإعلامية..

فإذا كنا ننقل غير الحقائق أو نفتري على أحد، فليتفضل بإثبات ذلك أمام أي محكمة يقاضينا أمامها.

القاضي.. لممثل دولة قطر:

وما ردكم على الاتهام الثالث بشأن استضافتكم لبعض الشخصيات من الإخوان المسلمين؟

ممثل قطر: أولا: القانون الدولي يبيح للدول قبول اللاجئ السياسي ولاسيَّما إن كان عرضة للظلم والاعتقال والإعدام في بلده. ولا يخفى على أحد أن مصر بها أكثر من واحد وستين ألف معتقل سياسي.. وأحكام السجن والإعدام طالت حتى الموتى في قبورهم والأطفال في مهدهم؛ سواء كانوا إخوانا مسلمين أو غيرهم.. حتى شجبتها واستهجنتها منظمات حقوق الإنسان في العالم كله؛ مما يعطينا الحق في استضافتهم إنسانيا، ومروءة..

ثانيا: ما هو الضرر الذي لحق بدول الحصار من الإخوان المسلمين أو غيرهم ممن نستضيفهم؟

ثالثا: نحن لا نقر بأن جماعة الإخوان المسلمين إرهابية.. ففي هذا الاتهام نذالة سياسية؛ فليس معنى أنهم يخالفون السلطة السياسية أن تجرمهم دون أن يرتكبوا جرما.

والإخوان المسلمون حزب سياسي؛ دخل الانتخابات النيابية في مصر من عشرات السنين، لم يفتر عليهم أحد هذه الفرية بل مدحهم الرئيس الأسبق حسني مبارك بأنهم جماعة معتدلة.. وكيف تكون جماعة إرهابية ويسمحون بترشيحهم وانتخابهم؟!

ثم دخلوا الانتخابات الرئاسية مثل ما دخلت الأحزاب الأخرى.. فاختارهم الشعب بإرادة حرة وفي انتخابات نزيهة، أشرف عليها الجيش والشرطة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية؛ واعترف قائد الانقلاب نفسه بنزاهتها.. وقال في أول زيارة له في ألمانيا (صحيح الرئيس مرسي فاز في انتخابات نزيهة).. فهم لم يغتصبوا السلطة ولم يأتوا على ظهور الدبابات أو تحت سطوة السلاح.. فمن العار تجريمهم لمجرد أنهم يخالفوننا الرأي أو يرفضون الظلم؟!

ثم جاء الانقلاب وارتكب في حقهم أبشع مجزرة عرفها العالم المعاصر قتلا وحرقا واعتقالا.. فهم مجني عليهم وليسوا جناة..

أما اتهامهم بالعنف أو الإرهاب. فهو كالادعاء عليهم أنهم سبب سقوط الأندلس.. فأيديولوجيتهم لا تعرف للعنف طريقا. وقاموسهم قد خلى من مفردات العنف والكل يشهد بذلك…

ممثل الادعاء: سعادة القاضي، إن قطر تمول الإخوان بالأموال.

القاضي لممثل الدفاع: هل فعلا تمولون الإخوان المسلمين بالمال؟!

ممثل قطر: نحن لا نتعامل مع جماعات.. وإنما نتعامل مع دول.. فالذي يهمنا هو أن نساعد في رفع المعاناة عن الشعب المصري.. لذا فقد أهدت قطر لمصر ثلاث شحنات من الغاز للمساهمة في تشغيل محطات الكهرباء، وذلك أيام حكم المجلس العسكري.. يعني قبل الإخوان.. كما أننا أسهمنا في إيداع مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري لتقوية الاقتصاد المصري.. فتعاملنا مع الدول وليس الجماعات.

القاضي: قررت المحكمة تأجيل الجلسة للغد لسماع دفاع ممثل قطر عن بقية الاتهامات… رُفعت الجلسةُ…

أنور البدوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى