وطني:تحلل خلفيات القرار المورتاني القاضي بقطع العلاقات مع قطر

حين يقول ترامب لحكام العرب وخاصة السعوديين منهم لا يهمنا حقوق الإنسان و  لا ديمقراطية وإنّما يهمّنا القضاء على الإرهاب وقتله والموت له؛فهذا يعني تسريح الوحش الساكن في أحشاء طغاة العرب.

كلمة الإرهاب يستغلّها كثيرا من حكام العرب في قمع شعوبهم وإذلالهم؛فحركة المقاومة الإسلامية حماس ارهابية؛والتنديد بانقلاب مصر و مجازره إرهاب لأنّه يئنّ للضحية؛والحفاظ على القيم والهوية إرهاب أـيضا في نظر هؤلاء.

نرجع إلى قرار الدولة الموريتانية الذي جارى بعض الدول في قطع العلاقات الدبلماسية مع دولة قطر.

هذا القرار له أكثر من تأويل؛فإمّا أنّ النظام استوعب الدرس جيّدا؛وحصل في قرارة نفسه أنّ الدفاع عن الفضيلة وأهلها و مناصرة المظلوم والوقوف أمام الظالم المتغطرس في زمننا هذا قد يكلّف صاحبه حتفه وجرّ الويلات لدولته و شعبه؛وليس له من خيار إستراتيجي سوى التلون مثل الحرباء مع كلّ ناعق من هؤلاء الطغاة العرب.

يشفع لهذا التحليل أنّ نظام ول عبد العزيز كان من أوّل السابقين إلى إعطاء الشرعية لنظام السيسي.

وهو الآن من الأوائل في مجاراة النظام السعودي في معاداته لدولة قطر.

كما أنّ قراره هذا سوف يحاول به أن ينأى بنفسه عن تهمة الإرهاب التي صارت يوصم بها كلّ من لا يغرد داخل السرب الطغياني لحكام العرب.

كما أنّ قراره هذا سوف يحاول أن يجلب له مزيدا من لبن  تلك البقرة الحلوب؛التي غالبا ما تبخل على أشقاءها؛وتغذي بضرعها كلّ عدوّ لهم.

لكن هناك تأويل آخر لا بدّ أن يخطر على بالنا؛فحين أعطى ترمب الضوء الأخضر لانتهاك حقوق الإنسان و عدم احتفاءه للديمقراطية في العالم الإسلامي؛فهذا يعني أنّ الطريق ممهد لولد عبد العزيز في إعلان حالة الطوارئ والانقلاب على الديمقراطية ؛إن شاء ذالك؛ولن يكلفه ذالك سوى دبابات لقمع مواطنيه؛ورشاوى سياسية للغرب لمباركة خطوته هذه؛وتلك هي التي  يريد الغرب و يرقص لها في العالم الثالث؛الذي لا يستحقّ في نظره  الأمن والرخاء.

ويشفع لهذا ما كرره الوزير الأول وعدة وزراء آخرين أنّ النظام باق ما بعد 2019م.

وهي عبارة حمّالة أوجه؛فإن كان يفهم منها أشياء أخرى غير ترشح ولد عبد العزيز و بقاءه إلا أنّ من فهم أيضا بقاءه في السلطة بعد 2019م من هذه العبارة لا يعتبر سقيما في فهمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى