نائب كرو: هل هو النائب الحقيقي الذي يعرفه الشعب؟.

من بين الأمور التي ابتلي بها شعبنا تراجع خلق الأمانة عند كثير من الموظفين الذين يظنون أنهم ما بوؤا المناصب العامة في الدولة إلا لخدمة أنفسهم وذويهم فقط، أما القيام على مصالح الناس فدونه خرق القتاد بالرشوة أو الواسطة أو الحرمان لمن لا يملك شيئا.
لكن الادهى والأمر أن يسلك المنتخبون من طرف الشعب تلك السبيل مقتفين أثر الموظفين شبرا بشبر وذراعا بذراع فسرعان ما نراهم ينسحبون من المشهد مباشرة بعيد الإعلان عن فوزهم بالمقاعد الانتخابية وينسون الناس الذين أوصلوهم ويقبلون على تدبير شؤونهم الخاصة فقط بانتظار المواسم السياسية القادمة وهكذا دواليك.
لكن السيد نائب مقاطعة كرو محمد يسلم عبد الله أبى إلا أن يضرب مثلا رائعا في المحافظة على الأمانة والتمسك بالمبادئ التي انتخب من أجلها فالمتابع لنشاط الرجل في الجمعية الوطنية يسجل قدرا من الالتزام التام بحضور كل الجلسات وحرصا على تقديم المداخلات الجريئة التي تدافع عن حقوق الشعب وإيصال صوت المظلومين وتبليغ مطالبهم التي تصله دائما. ورغم اعترافه أنه لم يتلق مضايقات من السلطة لكنه لم يسلم منها خاصة من قبل رئيس الجمعية الوطنية وبعض زملائه من خلال التشويش والمقاطعة المتكررة أثناء مداخلاته وحرمانه من الخروج عن موضوع الجلسة في الوقت الذي ينال نواب الاغلبية تسهيلات ويتم التغاضي عنهم في كل مرة .. ومع ذلك واصل خطه المتميز وصراحته وصراخه بكلمة الحق في وجه المسؤولين الذين يحضرون الجلسات بما فيهم الوزير الاول الذي أسمعه ذات مرة كلاما حازما يذكره الجميع بشأن إغلاق مدارس ورش لتحفيظ القران الكريم ونالت مداخلته تلك استحسان النواب وتلقاها الشعب بالاعجاب والتأييد وتم تداولها على نطاق واسع عبر صفحات الفيس بوك.
قبل أيام قدم طلبا لمسأءلة وزير التجارة حول مظالم المواطنين العقارية وهو الآن يتابع الملف حتى تتم المساءة. وإذا كان هذا شيء من نشاطه داخل قبة البرلمان فماذا عن علاقته بقاعدته الشعبية في المقاطعة وأثره عليها؟
لعل السيد النائب واحد من القلائل الذين كرسوا تقليدا جيدا في ربط الصلة بقواعدهم الشعبية و التواصل مع الجماهير بعد انتخابهم من خلال المهرجانات والاجتماعات والمناسبات المختلفة.
لقد كان من أول ما بدأ به إثر انتخابه مع زميله هو إنشاء مكتب النواب في مركز المقاطعة يستقبل شكاوى الناس ويسهل الإطلاع على مشاكلهم. كما قام هو وزميله بتسليم مجموعة من الرسائل تتعلق بحياة الساكنة لعدة وزراء.
أما قضية تعبيد طريق أويد اجريد التي كلفت خمسة ملايين اوقية على نفقة النواب واقتناء جرافة وشاحنة وسيارة الإسعاف لصالح أبناء المقاطعة للتخفيف من معاناتهم فهي أمور معروفة وكتبت عنها من قبل ولن نتوقف عندها كثيرا.
عرف النائب محمد يسلم عبد الله بحرصه الدائم على تقديم الدعم المادي لمبادرات الشباب والأنشطة الثقافية والرياضية في المقاطعة واقتطاع رواتب شهرية للمحرومين ومعالجة المرضى على نفقته الخاصة وهو والحمد لله رجل أعمال قادر على ذلك.
وعندما حصلت أزمة استهداف الاجانب في آنغولا عام 2015 كان النائب أول من هب للدفاع عن أبناء الجالية وخاصة السجناء الذين تبرع لكل محتاج منهم بتذكرة سفر بعد خروجه من السجن غالبيتهم من أبناء مقاطعة كرو.
كما وفر لكثير من أبناء المقاطعة فرصة السفر إلى آنغولا والعمل الدائم في شركاته الخاصة هناك.
وقد لا يعرف كثير من الناس أن الرجل أعلن من أول يوم عن التبرع براتبه كاملا لصالح فقراء المقاطعة تماما كما تبرع لهم بقطعته الارضية التي منحتها له الحكومة في عملية استفاد منها كل النواب. وسوف يتم توزيع ثمنها خلال الأيام القليلة القادمة بإشراف منه شخصيا.
النائب محمد يسلم عبد الله أصبح ظاهرة في الصادع بكلمة الحق تحت قبة البرلمان لا يخاف في الله لومة لائم وقد لفت أنظار الكثير من أبناء الشعب الموريتاني ومن الصعب أن يتقبل الناس عدم وجوده في أي برلمان قادم لكن الجميع يتمنى أن يكون هذا الرجل قدوة حسنة لكل مشتغل بالشأن العام.
الكاتب: الب معلوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى