الوزير الأول في إفام لخذيرات بثوبه القبلي أم بثوبه الرسمي؟
مدينة لخذيرات تقع في أقصى الشرق من ولاية لعصابه على بعد سبعين كلم؛وهي ضمن سلسلة قرى ومدن على طريقة الامل تابعة لبلدية اغورط.
في الشهور الأخيرة حظيت بنشاط محموم تارة يحمل طابعا رسميا أثمر في بعض الأحيان تدشين معهد يدرس العلوم الإسلامية؛وتارة تكون الزيارات بطابع حزبي يلبس ثوب القبلية.
ومن الغريب أنّ هذه المدينة يتكون نسيجها الاجتماعي من عدة قبائل؛وكثافتها السكانية ضئيلة؛ولا توجد فيها مشيخة تقليدية التي من العادة يدللها النظام ويحافظ عليها؛ويستنفر لها كلّ الوسائل من أجل بقائها؛وخاصة في المواسم الانتخابية.
هذه المدينة في المواسم السياسية تهيمن عليها قوتان تقليديتان إحداهما في واد أمّ الخز والأخرى في دسق؛وحسب علمنا أنّ الثانية مغيبة تماما عن استقبال الوزير الأول بسبب الطابع القبلي؛وأمّا المشيخة الأولى فهناك امتعاض مبرر منها من هذه الحفاوة الكبيرة التي تسلط الأضواء على قلبها ؛ وتهمّش الوجه الذي هو واجهة كلّ مجتمع وعنوانه.
هناك من يرى في زيارة الوزير الأول ووزراءه لافام اخذيرات:
ترسيخ للقبيلة وتشجيعها حتى تحلّ محلّ الدولة في وجدان العامي البسيط؛الذي لا يقرأ ولا يكتب؛ولا يفقه من الشأن العام إلا قدر ما يميز به بطاقة الحزب الحاكم يوم التصويت.
تفتيت المجتمع وكيانه القبلي وضرب بعضه ببعض؛وبعثرته بكثرة المرجعيات التقليدية والدينية.
إلهاء المواطن عن شأنه العام وعن حقوقه الطبيعية في الماء والصحة والتعليم.
المتاجرة بوظائف الدولة وتقديمها رشاوى في الحملة المقبلة للإنتخابات؛مما يشكل كارثة حقيقية على مستقبل الدولة حين يكون الشخص المناسب في المكان الغير المناسب.
أهل لخذيرات وخاصة من منهم الآن يتصبب عرقا بسبب جرف الأرض وبناء الخيام حتى يجد ضيفهم الكبير راحته ؛ يستحقون الوظائف السامية لأنّ فيهم الكوادر التي قتلها التهميش وهجّرها عن وطنها؛ويستحقون الصحة والتعليم فالمرض والجهل فرّخ في أبنائهم؛ويستحقون قروضا ميسرة لفقرائهم الذين يتعففون عن المسألة ولو كانت من المال العام.
لكن أهل لخذيرات لا يريدون المتاجرة والدعاية ودغدغة المشاعر وجلب الضغائن من زيارة يرجى منها الخير الكثير.