كورونا الشبح المخيف / محمودي لمات

فيروس كورونا هو حديث الساعة بما أدى إليه من فواجع ومواجع
أرواح تحصد وملايين من البشر قيد الاحتجاز واقتصاد ينهار وشلل في الحياة
لقد هدد كورونا الامن الاجتماعي والبئي والاقتصادي وحتى العسكري والسياسي في جميع الدول  وساد الجزع والهلع في العالم كله
فهل سيتوقف الامر عند هذا الحد؟
لقد أغلقت بعض الدول مجالها الجوي والبري وربما البحري مع أخرى بسبب الخوف من الوباء
وداخل الدولة الواحدة عطلت دور العبادة وغلقت المدارس والجامعات وأماكن الشبيبة والرياضة والمعارض التجارية وربما تغلق الاسواق وحتي المحلات التجارية العادية مثل الدكاين والمطاعم الشعبية العادية قد تغلق هي الاخرى كما هو الحال في الصين ويصبح الجميع ما بين مكمم ومعمم
في رأيي أنه لا ينبغي أن نبالغ في الحذر أكثر مما يجب
وفي البيت الشعري القديم
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الاسباب والموت واحد
وأخشى ما نخشاه نحن أن يؤدي هذا الخوف من كورونا إلى ما هو أشد من كورونا ذاته فلربما أدى شلل الحياة الناتج عن الاجرآت المتخذة ضد انتشار الوباء إلى نتيجة عكسية كارثية  لأن الشيء إذا تجاوز الحد انقلب إلى ضد كما يقال
وخصوصا الدول ذات الاقتصاد الهش ربما يؤدي الجوع والمرض وغلاء المواد الاساسية الناتج عن تداعيات الاجرآت الوقائية المتبعة في الخوف من الوباء مما لم يدر في الحسبان أو ما لم تحمد عقباه
وبين شبح الخوف والحذر من الوباء والنتائج المدمرة لاثار تلك الاجراءات يعيش المرء في  نفسية غير سوية
قد يقول قائل فما هي الحيلة؟ الجواب :أن الحيلة ترك الحيلة وهو جواب أجاب به الجنيد بعض أتباعه عندما سألوه المال
وما نقصد هنا بترك الحيلة عدم المبالغة في الخوف والتكلف في الاجراءات الوقائية
أما بالنسبة للخوف فإنه لا يليق بالمؤمن فهو يعلم أنما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
كما أن الجزع والخوف لا يدفعان بلاء ولا وباء وإنما يسران العدو ويسوءان القريب والصديق
وفيما يخص الاجراءات الإحترازية فإنه يكفي عدم القدوم على مكان الوباء وعدم استقبال القادمين منه
وقبل ذلك التوكل على الوكيل وكثرة الدعاء والصدقة مع الانكسار وكثرة الا ستغفار وقت الاسحار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى