أهمية الرقمنة الالكترونية في تحسين الخدمة العمومية / السيد ولد صمب انجاي

لقد ارتبطت التقنية ارتباطا وثيقا ؛ بالتطور البشري والتغيير الاجتماعي الحتمي ؛ في مختلف مظاهره وصولا الى المكتبات الالكترونية التي مهدت لظهور المكتبة الرقمية ؛ ولا شك ان الرقمنة الالكترونية تساهم في تحسين الخدمة العمومية ؛ اضافة الي كونها تساهم في ترشيد وعقلنة تسيير الاشخاص .

وقد عرف العالم في العقود المنصرمة ثورة عارمة في جميع المناحي العلمية والتكنولوجية ؛ التي احدثت تغييرا جذريا على مسار الحياة اليومية للانسان ؛ واصبحت من الركائز الجوهرية التي يعول عليها في احداث التنميةالاقتصادية والاجتماعية ؛ وهو ما سيكون له صدى على الادارة العمومية ؛ التي تعتبر الالية التي تحرك قطار التنمية في الدولة خدمة للمواطنين ؛ وليست بلادنا بالنشاز ؛ فقد تمت برمجة ادخال المعلوماتية داخل نسق الادارة ؛ لان الواقع يتطلب ذلك ولذا اصبح لزاما الاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات كاحد الاساليب الاساسية والمهمة التي تنطلق منها الادارة الحديثة ؛ وبالتالي تساعد على التحول نحو الادارة الالكترونية ؛ كمفهوم يحيل الي السرعة والتفاعل وتحسين وتسهيل العلاقة مع المواطن والادارة ؛ اضافة الى كونها توجها عالميا يشجع على تبني نظم الخدمات الالكترونية؛ التي من بينها الخدمة العمومية الالكترونية والنهوض بخدماتها العامة ؛ الذي يتوقف على النظر فيما يتم تحقيقه من جاهزية ومن واقع الاستعداد نحو التطبيق ومستوى الفاعلية فى الانجازات .

ومن ثمة كانت وزارة التعليم سباقة الى طرق تقديم تحليل معقلن ورشيد للادارة الالكترونية لتحسين الاداء الخدمي ؛ وهذا الاخير مرتبط جدليا وعضويا بالادارة الالكترونية لما لها من تاثير على الخدمة العمومية من ناحية ترشيدها وعقلنتها وتحسينها وتطورها ؛ ويتجلى ذلك من خلال عصرنة الادارة الالكترونية وخلق مجتمع المعلومات باعتباره أحد المرتكزات والاستراتيجيات؛ التي تعكس الادارة الحديثة اضافة الى دور الشبكات المستخدمة كالحاسوب الذي يربط جميع فروع المؤسسات بعضها بالبعض ؛ فالادارة الالكترونية تمثل الحل الأنسب والمناسب لتحقيق التنمية والترقية الاجتماعية ؛ كما تحد من مظاهر البيروقراطية والمنازعات التي تحدث بين الموظفين فى اطار المهام الموكلة لهم ؛ علما ان كل ذلك لن يتسنى إلا بتطبيق وتحول المجتمع الى مجتمع الكتروني تحكمه الادارة الالكترونية ؛ التي ستساهم بشكل فعلي في تنمية وتطوير المؤسسات العمومية والقضاء على الاساليب التقليدية في تسيير المرفق العمومي من تسيب واستخدام النفوذ …الخ .
ولهذا فالرقمنة الالكترونية لا مفر منها ولا محيد عنها فهي البديل الحقيقي والوجه الذي يعكس مدى تطور المجتمعات لما لها من تاثير ايجابي على مرافق الدولة والتحكم فى تسيير الاشخاص ؛ وكذا الاستغلال الامثل لمصادرالمعلومات المتاحة من خلال توظيف الموارد المادية والبشرية وحتى المعنوية في اطار الكتروني حديث ؛ وكل هذا من اجل استغلال معقلن للوقت والمال والجهد ؛ فعصرنة الادارة تحمل ابعادا اقتصادبة واجتماعية ؛ سيما في ظل التطور التقاني الذي لا يرحم إلا من جعل من المعرفة هدفا وغاية .

كيفة بتاريخ : 30 / 12 / 2020

حفظ الله موريتانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى