كيفه : زلزال أقورط العبر و الدلالات ( قراءة )/ غالي بن الصغير

من المتوقع أن تقرع غدا طبول الفرح في بلدية أقورط و أن يتغنّى ‘‘ ثوار

‘‘ السلام ببطولاتهم و فتوحاتهم المتتالية التي إقتحمت قبّة البرلمان و

حصن بلدية أقورط المنيع.

و سوف نحاول من خلال هذه العجالة أن نستخرج العبر و الدلالات من

هذا الزلزال المدوي الأخير :

 العبرة الأولى أنّ المراقب لا يرى في نجاح رجل الأعمال لمرابط ولد

الطالب ألمين سوى بزوغ قوّة تقليدية جديدة تأففت من التهميش و

الغبن السياسي خلال ردح من الزمن ؛ عبّرت عن رفضها و تململها لهذا

الغبن في أستحقاقات 2013م و ذالك بفوز النائب محمد محمود ولد

الغوث و على كره من الحزب الحاكم و إحدى القوى التقليدية المنافسة

له حينئذ.

 هذا الفوز كان يغمز فيه البعض و لا يرى فيه سوى حالة عابرة لا تقبل

الإستمرار و سوف تتبخر في نظره مع مرور الوقت.

 لكن بتجلّي هذه القوّة التقليدية من جديد في شخص رجل الأعمال

لمرابط ولد الطالب ألمين الذي جلب لها مكسبا جديدا من خلال تمدد

قوّته التقليدية إلى بلدية أقورط ؛بالإضافة إلى مكسب فوزه هو؛ بات

الجميع و من الآن فصاعدا يحسب لها حسابها ؛ ويخشى من بأسها

الأنتخابي.

العبرة الثانية أنّ بعض المراقبين لا يرون في فوز لائحة السلام على

حساب الحزب الحاكم في بلدية أقورط ؛و هي معقل ديسق؛ سوى ثأر و

ردّة فعل من ‘‘الحلفاء‘‘ على تمدد ‘‘ حلف الأصالة و المستقبل‘‘ داخل

بلدية لكران ؛ و التي  تعتبرحديقة خلفية لهم.

 العبرة الثالثة أنّ بعض المراقبين لا يرى في طبول الفرح غدا والتي

سوف تقرع من دون مباركة مشيخة تقليدية ؛ سوى تطورا جذريا في

عقليةالناخب الكيفياوي ؛ الذي تمتاز مقاطعته عن جميع بقاع ربوع

الوطنبوجود ثلاث مشيخات تقليدية تريد أن تتحكم في المشهد

السياسي و أن تصنع حدثه.

العبرة الرابعة يرى فيها بعض المراقبون أنّ السبب الأساسي في

سقوط بلدية أقورط علي يد السلام ؛ يرجع إلى توسع ‘‘ حلف الأصالة و

المسقبل‘‘ و جبهاته الكثيرة التي يحاول الدفاع عنها ؛ مما شتت جهده

السياسي ؛ و بدّد طاقته المادية ؛ و صرف ثقله السياسي و أهتمامه

إلى أماكن أخرى؛كانت قيمتها السياسية بالنسبة له أقلّ من بلدية

أقورط؛ ولهذا وجد مناوئوه بلدية أقورط لقمة سائغة على طبق من ذهب

فألتقموها ؛ و ما كانوا فيها من الزاهدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى