عن مركز تكوين العلماء….

أي حزب أو جماعة أو تيار… يكون لهم حضور في المجتمع ورأي شعبي

وفلسفة منطقية ترتضيها طائفة من الناس فإن التعامل معهم ينبغي أن

يتأسس على العدل والحق والصبر حتى لو كان الرأي فيهم سالباً جداً .

يمكنك أن ترى فيما يسمى “الإسلام السياسي” خطراً على حزبك

وتوجهاتك وخصماً لك وعليك، لكن لا يجوز لك أن تشيطنهم بسبب هذه

الخصومة، ولا يجوز أن تقارنهم بعدو أصيل مُحارِب مثل الكيان الصهيوني.

يمكنك إذا كنتَ في موقع السلطة أن تحكّم القانون بالعدل والحياد

الإيجابي وليس بالنفوذ والقوة والجبروت، وأن تضيّق عليهم المسالك إذا

رأيتَهم يتجاوزون حدود الديمقراطية .

لا يجوز لك أن تصدر القوانين الخاصة التي تظن أنها ستمنعهم من توجيه

بعض المؤسسات الكبيرة نحو فكر حزبي أو سياسي أو ديني إذا كان

فكرهم لا يخرج عن منطوق العدل والديمقراطية .

وإذا كان الأمر كذلك فإن إغلاق أي مؤسسة تعليمية أو إعلامية أو

شعبية أو خيرية أو سياسية بناء على خصومة سياسية أمر يضرب

أساسات السلطة التي تتبنى الشعارات الديمقراطية .

ولا يجوز أيضاً أن تخضع الخصومات السياسية في أي بلد لانتهاك

السيادة الوطنية بقبول التدخلات الأجنبية في السلوك السياسي

الداخلي فهذا الأمر سيجعل السلطة الحاكمة تفقد احترامها وهيبتها

لدى شعبها.

الديكتاتوريات السياسية تدير معاركها بالقوة التكتيكية فتنجح تكتيكياً

لكنها تفجّر أزمات كبيرة لها في المستقبل القريب، وتذوب فكرتها

ويستحيل الإيمان بها من أجيال تتنفس الحرية واللغة المنهجية.

التضامن الكامل مع المنبر المعرفي الكبير “مركز تكوين العلماء” في

موريتانيا وطلبة العلم فيه، وأساتذته الكبار، والتضامن الكامل مع الشيخ

الجليل الذي حباه الله من خزائن معرفته الأستاذ محمد الحسن الددو .

د/ أسامة الأشقر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى