كيفه : أين ‘‘ التكتل ‘‘؟ أين ‘‘التقدم ‘‘ ؟ أين ‘‘ التحالف ‘‘ ؟ / المفتش عالي ولد يعقوب

موريتانيا: لماذا انهارت أبرز أحزاب المعارضة على أبواب الانتخابات؟ (تحليل)

تشهد أهم الأحزاب السياسية المعارضة في البلد حالة من الغليان

الداخلي، والامتعاض، ولم تعد ظاهرة “المغاضبة” منحصرة على حزب

الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، بل سرت الظاهرة سريان النار في

الهشيم بين ثلاثة من أهم أحزاب المعارضة، وبات مستقبل هذه الأحزاب

على المحك، فقد غاب “التكتل” عن حزب تكتل القوى الديمقراطية،

وشهد الحزب انسحابات، وعزوفا لقادته عن الترشح، فضلا عن خلافات

عميقة بشأن مبدأ المشاركة في الانتخابات المقبلة أو مقاطعتها، وهو

ما انعكس على تحضيرات الحزب للاستحقاقات الوشيكة.

ولم يكن حزب التحالف الشعبي التقدمي أفضل حالا، فالتحالف لم يعد

“متحالفا” بالمرة، حيث تصاعدت أصوات مناضليه، وأطره احتجاجا على

انفراد رئيسه مسعود ولد بلخير بكل القرارات، حيث بات الرجل يتصرف

في الحزب كتركة خاصة به، يرشح المقربين منه، ويضرب عرض الحائط

باقتراحات القواعد الشعبية وهيئات الحزب، وهو ما تسبب في خسارة

الحزب لمعقله في العاصمة (مقاطعة الميناء) بعد انسحاب أنصاره في

المقاطعة، وترشحهم من حزب آخر، وجاءت الانتفاضة ضد “دكتاتورية”

مسعود – كما يصفها المنتفضون- في انواذيبو لتعصف بشعبية الحزب

في العاصمة الاقتصادية، وهي الانتفاضة التي قادها أبرز رموز الحزب،

يتقدمهم نائبه السابق في البرلماني ولد اسباعي، بعد إقصائه من قبل

مسعود ولد بلخير لصالح مقرب من الأخير.

أما حزب اتحاد قوى التقدم، وهو حزب معروف أن معظم قياداته تجمع

بينهم عقيدة أيديولوجية موحدة، فقد شهد هو الآخر أصعب أزمة في

تاريخه، كادت تنتنهي بانشطاره إلى قسمين، بعد انسحاب أهم قياداته،

احتجاجا على سلوك رئيس الحزب محمد ولد مولود، وظلت الأزمة حديث

الإعلام، قبل أن تنجح وساطات في تسويتها، وإن كانت تركت شرخا

عميقا في هرم الحزب يصعب إصلاحه، بعد أن غاب “الاتحاد” عن اتحاد

قوى التقدم.

في الوقت الذي كانت فيه المعارضة تسعى لهزيمة النظام في

الانتخابات المقبلة، بدت أبرز أحزاب المعارضة منشغلة بترتيب بيتها

الداخلي، بعد أن عصفت بها خلافات عميقة، وتآكلت شعبيتها بفعل

المقاطعة المستمرة للانتخابات، والابتعاد عن الميدان والقواعد الشعبية،

فضلا عن شح في التمويل، والأهم من كل ذلك طغيان النزعة الفردية

على تلك الأحزاب، وحرص رؤسائها على الهيمنة على القرار، وإقصاء

الهيئات الحزبية، عوامل جعلت حلم المعارضة في تحقيق الأغلبية في

البرلمان المقبل، والمجالس الجهوية، والبلدية يبتعد أكثر من أي وقت

مضى.

المفتش عالي ولد يعقب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى