كيفه : قوم مرشّحك لمرابط من خلال هذه الخصال؟1 ( قواعد السطوة )

سوف نحاول من خلال سلسلة مقالات تجمع بين متعة الفائدة و

الطرافة أنّ نواجه الناخب إلى إختيار الامثل ؛ مع العلم أنّ ذكر المترشح

ليس دعاية له و لا تعريضا ؛ و إنّما هو من باب الإثارة :

انتصر بأفعالك لا بكلامك

الانتصارات اللحظية التي تظن أنك قد حققتها بانتصارك في جدال هي انتصارات تافهة، فهي تترك الضغينة والامتعاض ولا تغير شيئًا في قناعة أي شخص، عليك أن تثبت آراءك بطرق غير مباشرة، بالتلميح لا التصريح.

الكلمات لا قيمة لها في ذاتها، فكلنا يعلم أننا وقت الجدال نقول أي شيء يؤيد موقفنا، كأن نستشهد بالكتب المقدسة والإحصائات غير المؤكدة. الجدال اللفظي له دور واحد في عالم السلطة: تشتيت الانتباه والتغطية على حيلك حين تخادع، أو يتم الكشف عن كذبك.

قاطع أحد الحاضرين خروتشوف حينما كان يلقي بيانًا يتبرأ فيه من ستالين وأفعاله، وسأله: “لماذا لم توقفه حينها وقد كنت زميله؟”، تظاهر خروتوشف بأنه لم يتعرف على السائل، ثم صاح بعصبية “من سأل هذا السؤال؟”، فلم يجيب أحد، بعدها بثواني صاح “الآن تعرف لِم لَم أوقفه”.

تجنب العدوى من غير المحظوظين والتعساء

خالط السعداء والمحظوظين حتى ينتقل لك حظهم، البائسون قد يضروك ببؤسهم ومحاولتك لمساعدتهم. بالطبع من يعانون لظروف خارجهم يستحقون المساعدة، لكن من هم بؤساء بسبب غباء أفعالهم وقرارتهم ليس عليك دائمُا مساعدتهم.

مصاحبة الاذكياء ومصادر البهجة والثقافة لك أمر ضروري، وهو ما فعله نابليون بمصاحبته الدائمة لوزيره تاليران، واحد من أكثر رجال فرنسا لطفًا وذكاءً وبراعةً، فكان نابليون يعمل على أن يظل تاليران بجانبه أكبر قدر ليمتص منه ثقافته.

تعلم أن تحتفظ باعتماد الآخرين عليك

لا تعلم أحدًا أبدًا بحيث يصبح مستغنيًّا عنك. لا تخطئ مثل الكثيرين وتظن أن السطوة في الاستغناء عن الناس، الشخص المستغني عن البشر يكون حر كحرية ساكن الغابة وحيدًا، بإمكانه الذهاب لأي مكان، لكن لا سلطة لديه على أحد.

“هكذا فإن الأمير الحكيم هو من يعمل بكافة الطرق لجعل مواطنيه في كافة ظروفهم يعتمدون عليه وعلى دولته، حينها يمكنه أن يثق فيهم” ميكافيللي.

كان لويس الحادي عشر ملك فرنسا معجب بمنجمه ويثق فيه من صدق ما كان يحكيه له ويتحقق، حتى خاف من أن يكون ممتلك لقوة سحرية فقرر قتله. جمع رجاله وأخبرهم بقتله حين يعطيهم الإشارة، وسأل منجمه عما يظن عن طول حياته، فرد عليه: سأموت قبلك بثلاثة أيام.

بالطبع لم يعطِ لويس الإشارة لجنوده أبدًا، وأوكل للأطباء الاهتمام بصحة ذلك الرجل بأقصى ما يستطيعون. النصيحة هنا: اجعل الآخرين يعتمدون عليك بحيث يعني التخلص منك كارثة لهم.

 جرّد خصمك من أسلحته بكرمك

الهدية التي تقدمها في الوقت المناسب قد تكون كحصان طروادة لك. الهدايا تفتح لك قلوب الكثيرين، لتفعل بهذه القلوب ما تريد بعد ذلك.

الصينيون قالوا عن ذلك “اعط قبل أن تأخذ”، فعطاؤك لا يجعل الشخص يلاحظ ما تأخذه، أن تأخذ شيئًا عنوة حتى لو كانت لك سلطة كبيرة ذلك سيجعل الضحية يخطط للانتقام منك. والعطاء يمكن أن يكون تعاطفًا أو أي شيء معنويًّا غير الهدايا.

حاصر الرومان كثيرًا مدينة الفاليسكانيين رغبة في إخضاعها لسطوتهم، وفي إحدى مرات حصار القائد كاميلوس لها، تمكن من أسر معلم ومعه أطفال، عرف كاميلوس أن أسره للأطفال لن يفيد بشيء، فتركهم. فكان ذلك نقطة له جعلته يكسب ثقة شعب لفاليسكانيين، ويخضعون لسطوته

روبرت جرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى