كيفه : قراءة في تشكيلة ‘‘ التحالف ‘‘

 أفرزت عمليات تنصيب الوحدات و الفروع و القسم على مستوى

مقاطعة كيفه ملامح خريطة سياسية جديدة ،

و بات العنوان الابرز هو التقارب بين بعض القوى التقليدية و السياسية

الفاعلة في هذه المقاطعة،

و الذي أثمر ميلاد “تحالفا”قبليا في معظم تشكيلاته ضم ممثلين عن

ست قبائل هي ادوعيش و مسومه و لقلال و تجكانت و اديبسات

بالإضافة إلى “جماعة الخير”ممثلة لمكونة القديمة.

و قد أثيرت حول هذا “التحالف” او “الاتحاد” العديد من التساؤلات حول

دوافع تشكله،

و اسباب نجاحه في حصد رئاسة الفرع و القسم،و السؤال الأهم هو

ماهي فرص بقاءه متماسكا في المرحلة القادمة؟

و ما تأثيرات ذلك على المشهد السياسي المحلي؟

ولادة من غير مخاض

المتتبع لمتغيرات الساحة السياسية في كيفه و تفاعلاتها لمواكبة

تجديد هياكل الحزب،

يجد صعوبة في فهم بعض الأحداث بسبب تسارعها،

و خاصة الحلف القبلي الجديد ،و الذي جاء كردة فعل في لحظة آنية من

جماعات متنافرة سياسيا ،رغم وجودها تحت ظل يافطة حزب سياسي

واحد.

 و اذا كان الحدث الأبرز وراء هذا الميلاد كان لحظيا و حزبيا ،عندما قرر

الحزب إلغاء الحدود الجغرافية بين أحياء المدينة و أعادها إلى ما كانت

عليه قبل بداية هذه العملية ( أي انها أصبحت فرعا واحدا) ،

و هو قرار اعترضت عليه مجموعة كبيرة من الفاعلين، و حملت خصومها

التقليديين الوقوف خلفه،

فإن ذلك قد هيأ الظروف لخلق نوع من التقارب أثمر اتحادا ظرفيا يرى

البعض انه كان ضرورة لمواجهة خصم مشترك

نشوة النصر و صدمة الخصم

رغم حداثة هذا الاتحاد و ضبابية مستقبله الا انه تمكن بفضل قوة

الاندفاع و حماسة أصحابه من تحقيق نصرين متتاليين و توجيه ضربات

قوية للخصم،

كانت صادمة للرأي العام أكثر من صدمتها للخصم،

وإذا كان أصحاب هذا النصر لا يزالون في نشوة نصرهم فإن أسبابه تبدو

مفهومة لأن كل الجهود كانت مركزة على سحق خصم قوي طالما كان

رقما صعبا في معادلة المشهد المحلي،

و لا يزال رغم محاولة تقزيم نفوذه ،و تضييق الخناق عليه.

تحالف عابر ام حلف استراتجي دائم؟

يكاد يكون هناك إجماع على ان هذا الاتحاد لن يعمر طويلا ،و السبب هو

عدم وجود خيط ناظم لمختلف الحساسيات المشكلة له، و تضارب

مصالحها حيث يوجد من بينها ثلاثة مرشحين لمقعد النائب عن كيفه و

ثلاثة لرئاسة المجلس الجهوي،

و مع ذلك فإن الايام القليلة التي انقضت من عمر هذا التحالف أظهرت

مرونة كبيرة في التنسيق بين أطرافه،

و اتفاقا حول تقسيم كعكة المناصب الحزبية-على قلة اهميتها- و هو ما

يوحى بإمكانية قابلية هذا الحلف للاتحاد في المستقبل و خاصة في

ظروف مشابهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى