كيفه : النواب و العمد و رجال الأعمال و شيوخ القبائل فيها ؛هل هم بداة في فعل الخير ؟

لا أريد في هذه الإثارة أن يشرد ذهن بعضكم إلى رمي البعض بالبخل أو

الشح فذاك لا يليق بي و لا بعيري.

و قبل أن نلج الموضوع نريد أن ننبه على طبع الموريتاني حيث كان و أيّا

كان ؛ و مهما كانت منزلته الإجتماعية ؛ فهو برمكي بطبعه حاتمي في

منزله ؛ صعلوك مع ضيوفه ؛ أي أنّه كالصعلوك مستعدّ أن يفعل

المستحيل من أجل إطعام ضيفه.

إذن الموريتاني بطبعه مؤسسة خيرية في منزله مع ذويه و رحمه و

جيرانه و الطوافين عليه.

إذن فما المشكل ؟ و ماذا نريد ؟

المشكل هو أنّ ساستنا و شيوخنا و نوابنا و رجال أعمالنا  ما زالوا

يحتفظون بهذه العقلية البدوية الرائعة في زمنها.

اليوم ليس كالأمس فهناك أحزاب و هيآت خيرية و نوادي يمكن أن تتسع

لمعروف الجميع ؛ و تحولهم من فاعلي خير  مع ذويهم ؛ إلى فاعلي خير

مع الجميع.

من الغريب أن لا تجد في ثان مدينة بعد العاصمة إفطار  ولو واحد على

نفقة محسن  ؛ و إن وجد فيها  فهو بتمويل أجنبي ( هناك إفطار يومي

يقام بمعهد كيفه العالمي بتمويل سعودي ).

من الغريب ان لا تجد أيّ سياسي كبير أو صغير في مدينة كيفه ـ و ما

أكثرهم ـ له  عمل خيري ذا نفع عام  فيها.

و إن وجد فهو لحزب سياسي وحيد ( تواصل ) ؛ فقد وجدنا له مشروع

السقيا ؛ و مواساة الفقراء بمبالغ مالية رمزية.

نذكّر إلى أنّ تواصل له نائب واحد في قبة البرلمان عن مقاطعة كيفه .

و كذالك حزب الوئام و  الحزب الجمهوري.

أمّا الحزب الحاكم فله نائب بالإضافة إلى جميع عمد البلديات.

فهؤلاء كلّهم غائبون عن العمل الخيري و الثقافي داخل مقاطعتهم ؛ إذا

إستثنينا تواصل . لماذا ؟ لا نعرف.

من الغريب أن لا تجد في هذه المدينة رجل أعمال له فعل خير  ولو

محتشم داخل مقاطعة كيفه ؛ و إن وجد فهو لرجل أعمال وحيد كاد أن

يملك البلد بأمواله ؛ فجاد بباص أو إثنين  للمستشفى و إستشارة طبية

مجانية ؛ و سقيا غير مستمرة.

على قدر  أهل العزم تأتي العزائم

و على قدر الكرام تأتي المكارم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى