كيفه : لمرابط ولد الطالب ألمين صنع المعجزة ؛ لكن هذه هيّ خيارته الصعبة ( قراءة )

من يندهش من صعود هلال رجل الأعمال لمرابط ولد الطالب ألمين في القطاع

3 التابع لبلدية كيفه  في هذه الأيام ؛ فهو نائم مستغرق في نومه ؛ أو متغافل

عارض عن ارتفاع هلاله ؛ لأنّه لا يريد أن يرى في السماء بدرا يطمس لمعان

نجمه.

إنّ لمرابط صار من بين أعمدة بلدية كيفه التي يحسب لها حسابها ؛ و من كان

يخشاه شبلا فليخشاه اليوم أسدا له مخالب و أنياب طاعنة.

لمرابط  قبض اليوم على حلمه  كما فعل قبله بالخير ولد برك في القديمة ؛و

جعله في جيبه ( 80 %  من وحدات القطاع 3 نالها ).

لكن ما هو مصدر قوّة لمرابط ؟ و أين له  هذا اللمعان السريع و الساطع للعيان ؟

و هل طاقته  ذاتية متجددة أم أنّها واردة متغيرة حسب المواقف السياسية ؟ و

من هوّ الرابح الحقيقيّ من صعود هلاله حتى يكتمل بدرا ؟ و المتضرر المحتمل

منه؟ .

أسئلة كثيرة و كثيرة يصعب أجوبة بعضها بصراحة.

لا شكّ إنّ للمال السياسي  دور بارز في ظهور رجل الأعمال لمرابط في ملعب

بلدية كيفه حتى إستطاع به أن يسجل به أربع و عشرين هدفا .

لكن ليس هو الاعب الأساسي وحده ؛فقد كان لارتمائه  في حاضنته الإجتماعية

و حفاوتها به ؛  الحظ الأفر من لمعانه ؛ و ذالك من خلال تدفق أفراد قاعدتها

الشعبية عليه ؛ و مباركة المشيخة التقليدية له؛ من خلال الدعم المعنويّ له ؛

الذي كان أقلّه التعبئة و سدّ  جميع فوهات الخلاف عنه التي قد تحدّ من مبتغاه.

إنّ إنضواء حلف ولد الغوث بشكل واضح و مرصوص وراء رجل الأعمال لمرابط ؛ و

تجاوز جميع المفخخات البينية إلى مرحلة قادمة ؛ هو السرّ  الأنصع للمعان هذا

الرجل و نجاحه و فوزه .

فحلف ولد الغوث  الآن يداريه و يروّضه بجلب قلوب الناس إليه ؛ لعلّه أن يسلّم

هواه لحلفه في المستقبل  و ينقاد لأوامره.

خاطئ من يظنّ أنّ رجل الأعمال لمرابط بهذه النتيجة سوف يستطيع أن يقوم

بمفرده في ملعب السياسة ؛ و مغرور من ينصحه بالابتعاد عن حلفه  التقليدي ؛

و الرحيل إلى حلف  تقليديّ آخر .

نحن مجتمع بدويّ يا للأسف و من يريد أن يلج باب السياسة فيه لا بدّ له أن

تباركه المشيخة التقليدية  ؛ فإن لم يكن فلا بدّ له أن يشقّ عصا الجماعة و يتدثر

بجناح  منها ؛ فإن إتكل على ماله و نفسه و أسرته الضيّقة فهو منتحر سياسيّ

؛ لن يغسّل بمائها ؛ و لن يجد من فضلاءها من يصلي عليه ؛ و سوف يضنّون

عليه بالدفن في مقابرها.

و لذا من يناصر رجل الأعمال لمرابط الطالب ألمين عليه الآن أن  يدعو له ؛ فهو

أمام إختبار حقيقيّ و صعب ؛ إمّا الإرتماء في حاضنته الطبيعية  و الأنسياق لها ؛

أو محاولة شقّ جماعتها ؛ أو الأنتحار السياسي. و الأحتمال الثاني و الثالث إن

أختار أحدهما  فسوف يصير على كفّ عفريت.

المتضرر الأكبر من زلزال لمرابط هيّ تلك القوى التقليدية التي كانت تغتات

على هذا شعبيته؛ و الرابح الأكبر هو حلف ولد الغوث الذي إستطاع و لو لساعة

أن يظهر بمظهر الحلف الصلب المتماسك الذي تتباعد يديه لكنّها تتشابك عند

الضرورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى