تعليق على فتوى سبسي

أحمدو الوديعةأحمدو الوديعة

حتى الآن لاجديد في تونس يستدعي كل هذا النقاش الساخن المحتدم على صفحات بعض الأصدقاء؛
– فالباجي قائد السبسي الذي يعتبر نفسه ظل بو رقيبة وحافظ أسراره أعاد تكرير ما يعتبره ” البورقيبيون” واحدا من أهم إضافاتهم الحداثوية ( مساواة المرأة والرجل في الميراث).
– وحركة النهضة التي تمثل عنوان المشروع الإسلامي التحريري الحداثي المراهن على الشراكة والتدافع من خلال مؤسسات الدولة والمجتمع أعلنت على لسان أكثر من قيادي فيها أن مؤسسات تونس التشريعية والمجتمعية ستبث تشبث تونس بهويتها الاسلامية، ما يعني أنها ستدافع بقوة واصرار عن موقفها الرافض المعروف من الطرح البورقيبي في البرلمان وفي مؤسسات الدولة والمجتمع.
من توقع من السبسي التحول إلى داعية إسلامي شبيه في غرابة توقعه بمن ينتظر حركة النهضة في مواقف حدية وصاخبة في الشارع من قضايا مطروحة أمام مؤسسات تمتلك فيها قدرة على التعبير والتغيير.
لو أن النهضة وافقت أو سلمت لكان لانتقادها معنى أما أنها تدافع ضمن الرؤية والنسق الحاكم لها فليس من العدل التشهير بها واعتبارها ميعت وفرطت وتخلت وحتى ربما انسلخت وكفرت.
لا تعني هذه الملاحظة قطعا تزكية مطلقة للنهضة أو لغيرها وهي لا تعني بكل تأكيد قطعا للطريق أمام نقد النهضة وأخواتها، فالنقد حق للناقد وضرورة للمنتقد وهو في كل الأحوال دليل حيوية وجزء من تجليات قانون كوني اسمه التدافع أناط به الله تحقيق التوازن في الكون وعدم الفساد في الأرض ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى