ما قاله رئيس الشيوخ فيه تهديد….و ترشيح محد لقظف دعابة و زلزال

لا بدّ أن نقف قليلا عند إحتدام معركة الحملة الأنتخابية المقبلة؛التي يبدو أنّها أسرع مما نتصور؛فأجتماع وزير الداخلية و الخارجية و الشغل مع الأطر يعني أنّ الأمر خرج عن نطاق المغازلة و المماطلة و ضبابية الصورة؛إلى الجدّ و العمل و دفع العربة إلى الأمام؛و من الآن فإنّ عربة النظام لن تنتظر المترددين و المرجفين و اولاءك الكسالى و الطامعين؛فالنظام و حزبه ومن الآن فصاعدا يريدون التعبئة و التضحية و الكشف عن السواعد و ترك العتاب و الخلافات البينة و ردمها ولو مؤقة حتى يتمّ تمرير تعديل الدستور.

و من هذه الزاوية يمكن أن تفهم تصريح مجلس الشيوخ الذي نفي فيه ما شيع عن نية الشيوخ مقاطعة الحكومة في جلساتهم حتى تعتذر لهم؛مما فهمه البعض أنّه تهديد مبطن لأولائك المشاكسين المترددين من زملاءهم؛فكلّ ما كان من ضجيج للشيوخ كان عن قصد و يخدم الحكومة لأنّه  الإستهلاك السياسي المرغوب فيه؛أما و قد انتهت صلاحيته فليس من المقبول و لا من المسموح بأيّ تأوّه مهما كان؛هذه هي قراءة تصريح رئيس مجلس الشيوخ.

أمّا قنبلة ترشيح محمد لقظف من طرف المعارضة فهي دعابة من ناحية؛و زلال من ناحية أخرى.

أمّا الدعابة لأنّ من فجّرها كان يريد ذالك قطعا أو هو مغيب عن واقع معارضتنا؛ هذه المعارضتنا التي أبتلينا بها من أكبر مصائبها أنّها تشحصن الهمّ العام؛و لا تذهبوا بعيد؛فعلى سبيل المثال؛هل شيخان أحمد داده و مسعود بالخير شفاه الله يستعدّ أحدهما و لو في التفكير فقط أن يرشح أحدهما الآخر؛هذان القطبان بينهما من الجفاء ما يملأ السماء؛وذالك الجفاء قطعا لا يحمل ذرّة من الهمّ العام؛وإنّما هو شخصي جدا.

ناهيك ما بين المفتاح الذي يعجز أن يفتح قلوب تواصل.

و نواصل الذي لا يستطيع ان يصل حاتما.

و حاتم الذي لا يجود فيه مثقال ذرّة من الإيثار لعادل.

كيف بهولاء القوم و هذا حالهم أن يكون فيهم من الحس الوطني و التعالي الرفيع حول الحساسيات الضيقة؛و يغلبون المصلحة العامة و يرشحون محمد لقظف أو أي رجل آخر بغَض النظر عن أنتماءه الحزبي و اصطفافه السياسي؛يختارونه على معيار واحد لا أكثر و هو مصلحة هذا البلد؛هذا أمر بعيد المنال.

أما ترشيح محمد لقظف من طرف المعارضة فهو زلزال لأنّه فيه رائحة كريهة التي تشي بأنّ ( ردة الفعل) بدأت تأكل أبناءها؛و أغلى أبناءها الذي قاد لها المرحلة الأنتقالية بجدارة؛و فتح لها ابواب الغرب ببراعة.

و إن كان هذا صحيحا فمن الإبن الثاني الذي سوف يضحى به.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى