رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية
سيدي الرئيس أعرف أنك لن تقرأ هذه التدوينة كما أعرف أنك وأنت الخبير العسكري والحاضر في كل تفاصيل المشهد الوطني منذ عقود تدرك الوضع أكثر مني ولكن (مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
سيدي الرئيس إن الأوضاع الوطنية الآن شبيهة بالوضع الذي أدخلتم فيه البلاد وحكومة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله .أعرف أنك كنت حاضرا آنذاك واكبت ثورة الجياع في مختلف مناطق الوطن كما واكبت الاختراقات الأمنية ودخول جماعات إرهابية من شرق وشمال وجنوب البلاد حتى دخلت العاصمة انواكشوط كما أعرف أنك واكبت الفشل الحكومي وصراع أجنحة السلطة في تلك الفترة.
ولكن ما لا أعرفه ولا أستوعبه هو غيابك عن سيناريو مماثل يتشكل الآن في مختلف جهات الوطن والمظاهرات التي تصلك أخبارها يوميا من عدل بكرو إلى السبخة إلى كوبني الى كرو مرورا ببوابات القصر الرئاسي مطالبة بتوفير الكهرباء مرة والعلف مرة والماء مرات وهي في تزايد وانت ترى تعامل السلطات معها.
كما لا أعرف هل وصلتك الحملة التي تنفخ في رماد الإرهاب من خلال تحميل كلام الشيخ محفوظ ولد الوالد مالايحتمل ووصفه بصفات مخيفة وإعداد التقارير والفيديوهات والتدوينات التي تخوف منه وتعتبرها بداية تحرك إرهابي جديد.
وفي ضوء ماسبق أرجومنكم سيدي الرئيس التحرك قبل فوات الأوان وحل مشاكل الماء والكهرباء وتسيير بيع الأعلاف التي تفضلتم بتوفيرها للمنمين ولكن جهة ما تعرقل حصولهم عليها كما أن القائمين على خدمات الماء والكهرباء يتعاملون بغطرسة واحتقار للمواطن يجعلني أتهمهم بعدم البراءة والتصرف بطرق مشبوهة.
وقبل أن تدخل أطراف أخرى وقبل أن يبلغ السيل الزبى أطلب منكم متابعة الوضع والإشراف المباشر على حل هذه المشاكل وكذلك مباشرة إعطاء الدعم الذي تعهدتم به للأسر الضعيفة فقد بدأت تشك في جدية الموضوع بعد ما طال انتظارها وقرصها الجوع والعطش والحرمان.
وقبل أن أنهي رسالتي التي أرجو أن تصلك وأن تفهمها لايسعني إلا أن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يعينك على أداء
الأمانة الملقاة على عاتقك
والسلام.
محمد أحمد دحان