رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية ( تحمل آلاما و آمالا)

تعيش بلادنا على وقع دق ناقوس خطر جائحة قضت على الاخضر واليابس ؛ وعلى الرغم من كل ذلك تصدت لها الدولة فى وقت مبكر برزمة من الاجراءات القانونية والوقائية تفاديا من عدوى فايروس ليس له صديق ولا حميم ؛ وباء كشف النقاب عن زيف القوى العالمية العظمى أمنيا وعسكريا ولوجيستيا وحتى اقتصاديا.

ولقد كان لبلادنا اليد الطولى للتعامل بحكمة ورزانة مع هذا الوباء ؛ نظرا للإجراءات التى اتخذتها السلطات العليا وخاصة الصحية والامنية والعسكرية فى تجفيف منابع هذا الفايروس ؛ وبفضل الله ثم حكمة وحنكة شعبنا ويقظته تم تفادي انتشار الفايروس فى البلاد ؛ على الرغم من أن الداء لازال موجودا ؛ خاصة فى دول الجوار وهو ما يتطلب منا مزيدا من الوقاية واليقظة واحترام تلك والاجراءات المتخذة من لدن السلطات الصحية والامنية والعسكرية ؛ بغية تجاوز هذه المرحلة بكل أمان.

ولاشك أن هذه الوضعية المأساوية ؛ التى خلفها هذاا الفايروس الفتاك اجتماعيا واقتصاديا ضربت فى الصميم السواد الاعظم من المواطنين ذوي الدخل المحدود ؛ ومتجاوزة إياهم إلى طبقة هشة من عمال الدولة الذين فى الغالب ما يعيلون أسر هم وأسر آبائهم ؛ وأبناء عمومتهم الارامل ؛وبالتالي فهذا النوع من الموظفين ؛ يحتاج من طرف الدولة الى عناية خاصة من أجل انتشاله من فقر يكاد يقعده إلى مثواه الأخير ؛ نظرا لمحدودية الدخل وفى ظل الغلاء المستمر للأسعار التى فاقمها داء كورونا ؛وكذا جمود الاجور الممنوحة لهذه الشريحة من العمال ؛ خاصة شريحة المدرسين فى جميع اسلاك التعليم ؛ الذين راحوا تحت وطأة بنوك ليس لها من إله تعبده غير البحث عن الثراء الفاحش ؛ وبأي ثمن وليس لهم من الاخلاق والشفقة والرحمة ما يمنعهم لتضييق الخناق على هذا الصنف من الموظفين ذوي الدخل المحدود مسلطين عليهم سيوف ومقص الاقتطاعات اللاشرعية واللامبررة فى كل شهر على الأجور ؛ ليطال جشعهم ونهمهم اللامحدود الي خصم نسبة كبيرة من العلاوات التى يحصل عليها هؤلاء ؛ سواء كانت علاوة بعد أو تجهيز ؛ والتى لم تصلنا وحتى كتابة هذه الرسالة ؛ فمعروف ان علاوة التجهيز معدة سلفا للافتتاح المدرسي ؛ لكنها ما عادت هي الاخرى إلا تجهيزا فقط لحالة ميت لما يقض بعد نحبه ولازال ينتظر .

السيد الرئيس نطالب من خلال هذه الرسالة التى عكف على اعدادها لفيف من المدرسين ؛ أن تجد آذانا صاغية من لدنكم بغية التخفيف من آثار هذه الجائحة التى نخالها ارحم بنا من هذه البنوك التى لم تبق ولم تذر لواحة للبشر ؛ تسقيهم كأس مهانة و مذلة خدمة اكثر ضرها من نفعها ؛ وهاهي اليوم السيد الرئيس تترنح على زبنائها وكأنها ليست معنية أصلا بتخفيف وطأة هذه الجائحة التى اكتوى بلهيبها زبناءهم وابناء جلدتهم ومانراهم الا تصدق عليهم المقولة القديمة الجديدة ” المستثمر جبان ” .

السيد الرئيس إن هذه البنوك كلها ومنذ إنشائها لم تعمل إلا على ذبح ووأد زبنائها من خلال الضرائب المجحفة والاقتطاعات المتتالية والعشوائية فى كل شهر ؛ والتى لا تخضع لمساطر وقوانين البنك المركزي ؛ غير عابئين بالزبون ولا بمصلحته ؛ وانما مصلحة البنوك على حساب الزبناء ؛ وما يدعم ما نقول كون هذه البنوك لم تحرك ساكنا لاسعاف زبنائهم من كماشة فايروس كورونا ؛ رغم خطابكم القيم الذي وجهتموه للشعب الموريتاني ؛ وكافة قواه الحية ورجال أعماله ؛ والذي لاقى صدى و استجابة الجميع له ؛ من أجل التعاضد والتآزر فى مثل هذه الفترة الحرجة ؛ التى تتطلب مواساة الغني للفقير والقوي للضعيف . وغير بعيد من الخطاب الذي وجهتموه أيضا بحلول شهر رمضان المبارك والذي تجسد حول تكريس قيم التسامح وتعزيز اللحمة الاجتماعية ؛ وعلى الرغم من كل ذلك لازالت هذه البنوك تجعل أصابعها فى آذانها متجاهل للبعد القيمي لهذه الخطابات والعمل بمحتوى ما تضمنته بكل جدية ؛ بعيدا عن التفرج والانزوانية وراء تأليه الماديات ؛ واللهوث وراء تحصيل وتكديس الثراء من خلال انهاك الموظف وتشكيله بالديون المفعمة ؛ بمضاربات الغش والضرائب المجحفة ؛ فى عصر كسرت فيه جائحة وباء كورونا الطبقية والراسمالية لتجعل منهما أثرا بعد عين .

وقبل الختام نلتمس منكم السيد الرئيس ؛ بالرد الإيجابي والسريع على هذه الرسالة ؛ التى تحمل بين ثناياها آلام وآمال فئة من الموظفين لا تزال ترزح تحت وطأة الفقر المدقع ؛ بسبب السياسة المنتهجة من طرف هذه البنوك ؛ وكذا تجاهلهم للمساطر القانونية الصادرة عن البنك المركزي ؛ ليبقى الموظف المسكين يصارع ويغالب الموت من أجل العيش الكريم ؛ مع عالم من البنوك المتوحشة ؛ والتى لا ترحم إلا من كان محمولا على النعش .

عن الموقعين :

كيفة بتاريخ : 28 / 04 / 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى