السلام عليكم أرجوكم نشر المقال بعد تصحيحه
كورونا ” الدروس والعبر ”
نحن على يقين تام بأن الله تعالى لن يهلك الناس بعذاب يستأصل شأفتهم وينهى وجودهم قبل نهاية الحياة وقيام ساعتها ‘ وقد أجاب الله دعاء نبيه وضمن له ذلك ‘
ومع ذلك فإننا كذلك على يقين أن الله يملى للظالم حتى إذا اخذه لم يفلته ؛ وأن سفينة هذه الحياة لا يمكن أن يطرد سيرها إلا إذا تزودت بعدل يمنعها من الجور ونور علم يعصمها من التيه وربان يجنبها تلاطم الموج ومواطن الانزلاق ؛
لقد فقدت البشرية – أو كادت – فى هذه الفترة تلك المقومات الثلاثة ، أو على الأقل على مستوى صانعى القرار وأصحاب التأثير لدرجه الانحراف الجانح فى كل الميادين – وأعوذ بالله من أقول هلك الناس – فأنا أعنى السياقات التى تقود العالم وتتحكم فى بوصلته منذ اختفاء الدولة العثمانية وبسط الغرب الصليبي سيطرته المادية والمعنوية على المعمورة
لقد عاش الناس ذلك وتلظى به كل أحد ؛ ومن مظاهر ذلك :
– الشذوذ الفكري المتمثل فى نكران وجحد خالق الكون حتى وصلوا إلى عبادة الذات ومشتقاتها من اختراع وتقدم علمى – كما يسمونه – وشهوات سافلة خارحة عن قانون الشرع والعقل والذوق
– الاستهتار بالقيمة الانسانية لدرحة أنه يباد دول وتسحق شعوب لكى تجرب فعالية الأسلحة ويدرب الطيارون وما فعلته فرنسا الاستعمارية فى الجزائر وما قام به الروس فى سوريا مجرد مثال على ذلك
– غياب الأمل وانسداد الأفق أمام الشعوب المسلمة التي أطبق عليها من جميع النواحى ، فالجميع يختلف إلا إذا تعلق الأمر بالمسلمين فى الصين بورما البانيا الشيشان فلسطين وسط أفريقيا الشعوب العربية المغلوبة على أمرها …. لقد ذاقت هذه الامة من الحيف والجور ما لا يمكن وصفه خصوصا فى الفترة الأخيرة حيث أعملت ءالة القتل والسحل والنهب والتشويه عملها فى الجسم الاسلامى دون رقيب ولا حياء والتقى المال الخبيث الخارج من جيوب الذلة و المهانةابالسلاح الاستعماري الممتلئ غيظا وحنقا على كل ما هو مسلم مع حفنة من المتثاقفين والمتفاقهين الذين جرؤوا وشرعوا قتل الشعوب و سحلها، فكان ما كان مما هو حاضر فى الذهن
الاسلامى ومن الصعب محوه .
– لقد انبت الحضارة الغربية على مبدإ حق القوة ولذلك اخترعت سلاح الدمار الشامل تماهيا مع مبدإ البقاء للأقوى ولذلك فهي حضارة الدمار الشامل ؛ وتقاسم الأقوياء المعمورة نهبا وظلما وفتكا فى مشاهد غابت عنها معانى الرحمة والحكمة والعدل وهذا واضح فى مخرجات الامم المتحدة التى جعلوها ناظما للعالم من خلاله يفرضون غايتهم علينا فى واقع لم نحضره ولم نستشر فيه .
أعتقد أن درس كورونا كان بالغ الأهمية للبشرية يمكن أن نستخلص منه ما يلى :
— أن القوة لله جميعا فهو تنبيه الاهي للناس أن تجدد التوبة والاوبة ألى الله تعالى
— أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
— أن الذين باعوا البشر بالمال وأبادوا الدول والأمم من أجل أن يبقوا متحكمين فى مصير الشعوب قد عاقبهم الله تعالى بالافلاس والابلاس
— أن الملحدين المنهزين بالاكتشافات العلمية والذين لا يتجاوزون الماديات قد بان زيفهم ووقف حمارهم فى عقبته
— أن المنبهرين بالغرب وأساليبه وطرق حياته الذين أتعبوا الناس بطنينهم وزميرهم فى التمجيد والتقديس له قد بانت غباوتهم وتجلت جهالتهم ؛ صحيح أن الوباء عم الأفق البشري ولكن لا يمكن أن يمارى فى مواطن ضرباته الموجعة إلا مكابر ‘
— ومن أعظم الدروس والعبر التى يمكننا أن نستخلصها أن الخلق والأمر لله تعالى وحده فنستمر فى مناصرة الحق ومغالبة الظلم ومن يدري أن ساعة التغيير الشامل الإجابي قريبة وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم .
السلام عليكم