مقال يدافع عن عزيز : ﺭﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﺪﻭﻥ ﻫﺎﺩﺉ ﻣﺠﻬﻮﻝ

ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ
ﻛﺘﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻊ ” ﺗﻘﺪﻣﻲ ” ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ” ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﺪﻭﻥ ﻫﺎﺩﺉ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ” ﻭﻟﻢ ﻳُﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺣﺠﺞ ﺩﺍﻣﻐﺔ ﻭﺗﻮﻛﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻟﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎﺳﻤﻪ ! ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻢ ﻧﻌﻬﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﺪﻭﻧﻴﻦ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ، ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻛﻼﻡ ﻫﺬﺍ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ” ﻣﻨﻘﻮﻝ ” ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﺎ !
ﻳﺴﺄﻝ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﺃﻃﻮﻳﻠﻪ ﻛﺬﻛﺮﻯ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﻮﻧﻚ، ﻭﺗﻨﺴﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻚ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣُﺸﺠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ” ﻧﺴﻴﺎﻥ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻭﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺭﻓﻴﻖ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺳﻤﺎﺅﻫﻢ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﻘﻼﺑﻲ 2005 ﻭ 2008 ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ، ﺛﻢ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻓﺮﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻟﻪ، ﺛﻢ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻞ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﻟﻪ ﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻭﺗﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﺮﺷﻴﺤﻪ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﺪﻋﻤﻪ، ﻭﺧﺎﺽ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ ﺧﻮﺽ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ، ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺴﻲ ﻣﻦ؟ ! ﺃﻣﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ” ﺣﺎﻓﻆ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳُﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻏﺰﻭﺍﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻌﻼ ﻣﺸﺠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ .
ﻳﺴﺄﻝ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺭﻏﺎﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳُﻔﺴﺮ ﺇﺷﺮﺍﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﺣﻤﻴﺪﻩ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺎﻩ، ﻭﺻﻬﺮﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻣﺼﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ؟ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺑﺈﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺳﻨﺔ 2005 ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻛﺠﻮﺍﺏ ﻓﻠﻌﻞ ” ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ” ﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻞ ﻣﻨﻌﻪ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺃﻏﺴﻄﺲ 2005 ﻭﺃﺣﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺎﺋﺪ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﻏﺴﻄﺲ 2008 ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻓﻠﻦ ﻳﻌﺠﺰﻩ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﻬﻮﻩ ﺏ ” ﺍﻹﺭﻏﺎﻡ ” ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻘﺎﻋﺪ ﻭﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺓ ﺳﺘﻨﻄﺢ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ! ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ! ﻧﺼﺪﻕ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻴﺠﻞ ﻭﻟﺪ ﻫﻤﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﻠﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .
ﻳﺴﺄﻝ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻦ ﺣﺠﺠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻨﺪ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﺳﻮﻯ ﻣﻨﺤﻪ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﺗﻨﻘﻴﺐ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﻮﺗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ، ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻣﻨﺤﻪ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﻷﻛﺒﺮ ﺗﻨﻘﻴﺒﺎ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻻ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ” ﻛﻮﺳﻤﻮﺱ ” ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭ ” ﺑﺮﻳﺘﺶ ﺑﺘﺮﻭﻟﻴﻮﻡ ” ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﻨﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ” ﺗﻮﺗﺎﻝ ” ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺗﻤﻨﻌﻪ .. ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﺃﺻﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﻗﺘﺼﺪﻳﺔ ﻓﺎﻟﻨﺪﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﻭﻳﺎﺕ .. ﻭﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﺃﻛﺒﺮﻫﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﻮﻻﻧﺪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ” ﺑﺎﺭﺧﺎﻥ ” ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﺮﻓﺾ، ﻭﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺃﻭ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ” ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﻄﻴﺔ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺭﻏﻢ ﺗﺠﺎﻭﺏ ﺃﻏﻠﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ !
ﻳُﺬﻛﺮ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪ ﻋﻦ ﻏﺰﻭﺍﻧﻲ ﺑﺴﻮﺀ، ﻭﻳﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺃﻟﻐﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﻳﻦ، ﻭﻧﺎﻝ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻧﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﻭﺇﻫﺎﻧﺎﺕ ﻭﺗﻠﻔﻴﻘﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻔﺰﻩ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﻣﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻬﻢ ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﻧﻤﻴﻤﺘﻬﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻨﺘﻬﺞ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺃﻣﺎ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﻨﺘﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ” ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻈﻞ ” ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺃﻥ ﻓﺴﺮﻩ ﻣﻦ ﻓﺴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻜﻼﻣﻪ ﺑﻮﺻﻒ ﻣﻦ ﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﺏ ” ﻧﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺺ ” ﻭ ﺑﺄﻧﻪ ” ﻻ ﻳﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺻﻔﺮ .”
ﻳﻨﺘﻘﻞ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩ ” ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﺑﻖ، ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ، ﻭﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻤﻀﺎﻳﻘﺔ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﺑﻖ؟ ﻭﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﺉ ” ﻟﻴﻠﺔ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﺚ ﻟﻘﺎﺀ ﺻﺤﻔﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺑﺜﻪ ﺍﻧﺘﻘﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻻ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﺰﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﻘﺎﺀ ﺻﺤﻔﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺎﺩﻱ ﺃﺣﺮﻯ ﺭﺋﻴﺲ ﺳﺎﺑﻖ !
ﺃﻣﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺃﺳﺌﻠﺔ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺣﻮﻝ ﺛﺮﻭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ، ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺠﻤﻌﻪ ﻭﻧﺤﻴﻠﻪ ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻀﺎﺀ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ .. ﻓﺎﻟﻜﺮﺓ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﺎﻫﻢ ﺍﻵﻥ، ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺩﻭﻫﺎ ﻟﻤﺮﻣﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻣﺎﻫﻢ ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻈﻞ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻌﺎﺩﺍ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﻨﻄﻖ ” ﻋﻨﺰ ﻭﻟﻮ ﻃﺎﺭﺍﺕ !”
ﻳﻮﺭﺩ ” ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻴﺪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻳﻔﺴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻪ ﻗﺎﺋﻞ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻷﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺃﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺤﻜﻤﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺑﻠﺪﺍ ﺑﻌﻤﺮ 50 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﺻﺤﺔ ﻭﻣﻴﺎﻩ ﻭﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻃﺮﻗﺎ ﻭﻣﻮﺍﻧﺊ ﻭﻣﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺟﻴﺸﺎ ﻭﺃﻣﻨﺎ .. ﻭﺃﻧﺠﺰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻃﻲ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻃﻤﺴﻪ ﺑﻤﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻔﻪ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، ﻭﻋُﺪ ﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﻞ ﻭﻋُﺪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺣﺠﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺣﺠﺮﻫﺎ ﻏﺪﺍ، ﻓﻜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﺎﺕ ﻭﺭﻛﺎﺋﺰ ﻣﺎ ﺟﺴﺪﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺻﺤﺔ ﻭﻻ ﻭﺯﻳﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ، ﺃﻭ ﻣﻴﺎﻩ، ﺃﻭ ﻃﺎﻗﺔ، ﺃﻭ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﻧﻘﻞ، ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﺃﻭ ﺩﻓﺎﻉ، ﺃﻭ ﺗﺸﻐﻴﻞ، ﺃﻭ ﺇﺳﻜﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻮﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺲ ﻭﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺠﺰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻴﺲ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺲ ﺑﺎﻟﺸﻴﺊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺣﺪﻩ، ﺑﻞ ﺃﺳﺲ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻫﺎﺩﺉ ﻣﺸﻬﻮﺩ، ﻭﻹﺩﻣﺎﺝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻓﺮﺿﻬﺎ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺩﻭﺭ ﻭﺷﺄﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﻕ .
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﻻ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﻟﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﻐﻴﺮﺓ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺮ، ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﺆﺩﻳﻪ، ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻴﺐ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﻗﻴﺐ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻮﻇﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﻣﻨﻌﺪﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺟﺪ ﺿﻌﻴﻒ، ﻓﻜﻬﻠﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﺆﻭﻥ ﻭﻳﺘﺤﺎﻳﻠﻮﻥ، ﻭﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻫﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﺧﻼ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻳﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﻏﺶ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ، ﺃﻭ ﺗﻄﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎﺕ، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﻣُﺤﻔﺰﻫﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍﻓﻌﻪ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻼﺑﺲ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺩﻭﺍﻡ !
ﺃﻣﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻴﻪ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺪﺀ ﺑﺮﺋﻴﺴﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻤﺠﻠﺴﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻴﺒﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺑﻄﺮﻕ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﻭﺗﺘﺮﺳﺦ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﺩﺭﻯ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳُﺴﻴﺮ ﻭﻳُﺪﺍﺭ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺧﻂ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﻴﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﺛﻮﺭﻱ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻜﻮﻥ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻣﺤﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﻭﺑﺪﺃ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﺴﺎﺏ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻓﺮﻭﻉ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺁﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻟﻠﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻨﻬﻢ، ﺛﻢ ﺗﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻟﺠﻨﺘﻴﻪ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺭﻭﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎﻩ ﻳﻮﻡ 28 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ، ﺧﻼﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﺃﻭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ” ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ” ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺆﺗﻤﺮﻳﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻓﻼ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻹﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﻳﻮﻓﻴﻪ ﺣﻘﻪ، ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻷﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻻﺕ، ﻭﻫﺮﺝ ﻭﻣﺮﺝ ﻭﺍﺧﺘﻼﻁ ﺣﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﺐ ﺑﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﺐ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﻼﻥ ﺇﺳﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻘﻴﺎﺩﺗﻪ، ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺳﻢ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺼﻮﺗﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻴﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﺤﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻠﻼ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﺃﻭ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﺽ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﻗﺎﺋﻼ ﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻨﺎ ﺃﺻﻼ ! ﺛﻢ ﻳﺘﻮﺍﻟﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﻠﻮﺏ ! ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺼﻒ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ” ﻋﺎﺩﻝ ” ﻭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻫﻴﺎﻛﻞ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺄﺳﺴﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﺃﻭ ﻫﻴﺎﻛﻞ ‏( ﺗﻬﺬﻱ ـ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ‏) ﻭ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻬﻢ ﻭﺑﺨﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ !
ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ، ﻳﻮﻣﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻜﺘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺴﺒﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺂﺧﺬﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺘﻪ ﺃﻭ ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻵﺭﺍﺋﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﻼﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳُﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺃﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﻳﻦ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﻓﻼ ﻳُﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺷﺎﺩﺓ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺒﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ . ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻝ ” ﻣﺪﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ” ﻭﻋﺒﺎﻗﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻀﻮﺍ ﻏﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﺑﺸﻖ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ، ﻭﺇﻓﺮﺍﻏﻪ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﻭﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﻮﺹ .
ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى