كيفه : حقيقة ما نسب لمرشح الإجماع الوطني

  في بحر المصداقية تواجه  سهام الفبركة التي تنطلق في كل اتجاه لتنغرس في جسد المصداقية.

وفي العادة عندما نسمع شخصا يتحدث صوتا أو يظهر في مشهد مصور، تفترض غالبا أنك أمام حقيقة مطلقة، وعندما يسمع غالبية الناس مقاطع مسجلة  أو لقطات من فضيحة جنسية لأحد المشاهير، أو مسؤولا حكوميا يتلقى رشوة أو يدخل في مساومة ما مع طرف آخر فإنهم في الغالب يميلون إلى تصديق ما تشاهد عيونهم، وقليل منهم من يطرح أسئلة متعلقة بمصداقية المشاهد المذكورة.

ولكن الواقع هو أن ثقة الناس العمياء بالمقاطع الصوتية والمصورة باتت محل تساؤل وموضع اختبار، في ظل تكاثر التطبيقات وتطور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي وصلت إلى مستويات لم تكن متوقعة في الماضي القريب، من القدرة على التعديل والتزييف والمحاكاة والتشويه.

والواقع أننا نعيش اليوم تحت سيل جارف من تدفق التسجيلات والصور ومقاطع الفيديو التي أصبحت جزءا أساسيا من العملية الإعلامية، تجعل الصحفي مجرد مادة ميتة لا تستهوي قارئا ولا تشد متصفحا.

وتشير الإحصائيات إلى أن موقع يوتيوب الشهير يشهد كل دقيقة تحميل أربعمئة ساعة فيديو، فيما يتم نشر أكثر من تسعة ملايين صورة ومقطع فيديو عبر إنستغرام، أما واتساب وفيسبوك فالإحصائيات فيهما أكبر من ذلك بكثير.
يقول “غريغ ألن”  المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، “سيواجه الناس في المستقبل المعطيات المرئية والصوتية المزورة والشبيهة بالواقع باستمرار. وبالتالي، سيناضل الجميع لمعرفة ما عليهم تصديقه ومن هو جدير بثقتهم حين يغرقون في دوامة الصورة والصوت والفيديو والوثائق الحقيقية والمزورة على حد سواء. وفي هذا الصدد، تعمل شركة ليريبيرد -وهي شركة تكنولوجيا ناشئة للتعلم العميق ومقرها في مونتريال- على تطوير تكنولوجيا تسمح لأي شخص بإنتاج خطاب شبه واقعي، بالاعتماد على صوت أي فرد بشكل مثير للدهشة”.

سيل الصور والفيديوهاتوالتسجيلات الصوتية.
تطورت في الفترة الأخيرة بشكل مذهل أدوات صناعة التسجيل المفبرك، بدرجة باتت تهدد الخصوصية الفردية وتنذر أحيانا بإشعال أزمات سياسية بين الدول وعلى مستوى الأفراد والمجموعات.

ولا تنحصر المقاطع المفبركة المنتشرة على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على المضامين السياسية والاجتماعية فحسب، بل تطال أيضا الجوانب الترفيهية خصوصا منها التي تثير انتباه الناس وتجذب مشاهدات عالية.

بالامس انتشر مقطع مسجل ومفبرك ينسب الي مرشح الاجماع الوطني بين نشطاء التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم قبل أن يتضح أنه مفبرك، وأن ايادي خفية كانت واره من اجل تشويه سمعت المرشح محمدولدالغزواني  قامت بإنتاجه لإثارة ضجة على الإنترنت ولفت انتباه الجمهور.

محمد عبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى