لا تظلموا القبيلة

القبيلة تنظيم اجتماعي و إطار مؤسساتي تقليدي يضم مجموعة بشرية تربطها علاقات مختلفة الأوجه.

لقد ظلت القبيلة و منذ زمن بعيد الحاضنة الأساسية لمنتسبيها من خلال ما تقدمه لهؤلاء المنتسبين من ضمانات تتعلق بجميع المجالات: الاجتماعية ، و الاقتصادية ، و الثقافية و الأمنية… و لا تزال القبيلة إلى وقتنا الحاضر تلعب نفس الأدوار تقريبا بسبب غياب أو تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها اتجاه مواطنيها لتشكل بذلك بديلا عن القبيلة و غيرها من الأطر التقليدية.

 لقد بقيت الدولة منذ استقلالها عاجزة عن أن تكون البديل الحقيقي عن القبيلة ، فالمواطن لا يزال مضطرا حتى وقتنا الحاضر إلى اللجوء إلى القبيلة بغية التغلب على الكثير من المشاكل و الصعاب التي يتعرض لها من حين لآخر. و من المؤسف أن هذا العجز اشتد و تأصل أكثر عندما بدأت “المرحلة الديمقراطية” التي اتخذ أصحابها من القبلية و الجهوية    وسيلة مثلى لتحقيق مآربهم الانتخابية.

إن علينا إذا كنا نريد إبعاد القبيلة عن المشهد أو تحجيم دورها أن نسعى جاهدين قمة ثم قاعدة إلى ترسيخ مفهوم الدولة ، و تفعيل دورها حتى لا يجد أي مواطن نفسه مضطرا إلى قبيلة أو غيرها لجلب نفع له أو لدفع ضر عنه.

محمد محمود ولد العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى