صحف دولية : تحلل الوجود العسكري الأمريكي في افريقيا و موريتانيا

ﺇﺳﻄﻨﺒﻮﻝ / ﺃﺣﻤﺪ ﻗﺎﻭﺍﺹ / ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ
ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻡ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻔﺮ ﺁﺑﺎﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺒﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻛﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 20 ، ﻓﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 21 ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﻼﻉ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻟﺪﻯ ﺩﻭﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﺗﻌﺪ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺗﻀﻢ ﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ، ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ 50 ﻋﺎﻣﺎ .
** ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ
ﻟﻢ ﺗُﻈﻬﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﻭﺍﺿﺤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 21 ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﺍﻫﺘﻤﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺗﺼﺪﺭﺕ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺿﻤﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﻭﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ، ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ 5 ﺁﻻﻑ ﺟﻨﺪﻱ .
ﻭﺗﻌﺪ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺑﻜﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
** ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺈﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭُﺳﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 20 ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﺗﻮﺯﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﺳﻴﻨﺸﻴﻦ ‏( ﻏﺮﺑﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ‏) ، ﻭﺑﻮﺭﻛﻴﻨﻮ ﻓﺎﺳﻮ، ﺑﻮﺭﻭﻧﺪﻱ، ﺑﻮﺗﺴﻮﺍﻧﺎ، ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﻭﻥ، ﺗﺸﺎﺩ، ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، ﺍﻟﻐﺎﺑﻮﻥ، ﻏﺎﻧﺎ، ﻛﻴﻨﻴﺎ، ﻟﻴﺒﻴﺮﻳﺎ، ﻣﺎﻟﻲ، ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ، ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ، ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ، ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺳﻴﺸﻞ، ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ، ﺃﻭﻏﻨﺪﺍ، ﻭﺗﻮﻧﺲ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺯﻉ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺗﺨﻄﻴﻂ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﻃﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﺪ .
ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻵﻥ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﻭﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ” ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ” ، ﻣﺎ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺮﺍ ﺧﻄﻴﺮﺍ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﺧﻄﻴﺮﺓ .
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ” ﺣﺮﺏ ﻣﻦ ﻧﻤﻂ ﺧﺎﺹ ” ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 21 ، ﺑﺄﻧﻬﺎ ” ﺣﻠﺒﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .”
ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺮﺍﻗﺒﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭﺑﺘﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﻘﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‏( ﺃﻓﺮﻳﻜﻮﻡ ‏) ، ﺧﻼﻝ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ / ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .2007
** ﺗﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﺘﻬﺎ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﺪﺙ ” ﺃﻓﺮﻳﻜﻮﻡ ” ﻋﻦ ﺃﻥ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻫﻮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌّﺎﻝ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻮﺍﻟﻴﺲ ﺑﺘﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻭﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻤﻦ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ 14 ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭ 20 ﻣﻌﺴﻜﺮﺍ ﻳﺘﺒﻊ ﻟـ ” ﺃﻓﺮﻳﻜﻮﻡ .”
ﻟﻜﻦ ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﻋﻴﻪ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ، ﻭﺳﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ .
** ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺷﺮﻋﻨﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻭﻛﻴﻨﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .
ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ” ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ” ﻭ ” ﺩﺍﻋﺶ ” ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻓﻌﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺈﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺔ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ .
ﻓﻔﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ” ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮﺍﻡ ” ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ، ﻭﻻ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ، ﻭﻻ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 21 ، ﺑﺮﺯﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺗﻜﺒﺮ ﻭﺗﺘﻮﺳﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ .
ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ، ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎ، ﻟﻜﻦ ﻭﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﻛﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢ ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ .
ﻟﺬﺍ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻫﺬﻩ، ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ

الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى