بعد ترقب طويل من المهتمين بالشأن العام لبلادنا ، لما كان يروج له من حوار يجمع كافة ألوان الطيف السياسي و الاجتماعي و الثقافي الموريتاني ، تُناقش فيه كل المشاكل المطروحة للوطن ، ليتم تصور الحلول لها بالإجماع ، تأتي نتائج كل المحاولات الهادفة إلى جمع أطراف هذا الحوار حول مائدته ، مخيبة لآمال المترقبين ، ليصبح من شبه المؤكد استحالة إقامة حوار وطني بالمعنى الحقيقي على الأقل في قريب الآجال .
و مع علمنا المسبق ، بأنه لا يمكن لحوار محلي خاص بمنطقة بعينها ، أن يقوم مقام حوار وطني شامل ، و عزاء لأنفسنا في فَقْدِ حوارنا الوطني ، و إيمانا منا بأن إصلاح الجزء خطوة على طريق إصلاح الكل ، فإننا في مدينة كيفه ، نبادر بطلب حوار محلي خاص بمدينتنا ، يجمع كافة الغيورين على مصلحتها من أبنائها ، و نقترح لهم التساؤلات التالية مائدة لهذا الحوار :
1- إلى أين وصلت نتائج الأيام الجهوية للتشاور حول أولويات تنمية ولاية لعصابه؟
2 ـ كم من كيلومتر من الطرق الداخلية تم بناؤه في مدينة كيفه ، و كم تم إصلاحه و ترميمه من الموجود و المتهالك منها على قلته ؟
3 ـ متى سيستأنف التخطيط العمراني لمدينة كيفه؟
4 ـ متى ستكون العودة الفعلية
للخط الجوي الرابط بين كيفه و انواكشوط ليسعف الكثير من المرضى و العجزة الذين لا يتحملون مشقة السفر برا نظرا للتدهور المستمر لحالة طريق الأمل ؟
5 ـ بماذا تعززت شبكة مياه كيفه ، بعد كذبة ” نكط” و أختها ” امبيقير” ، و متى ستختفي عربات الحمير و براميلها الصدئة ؟
6 – هل من تفكير في توسعة و صيانة و زيادة الإنتاج في شبكة كهرباء المدينة ، ذات الإنقطاعات المتكررة ، و ماهي حقيقة التعثر في مشروع إنارة الحواضر الواقعة على الطرق المحورية( كورجل ، أغورط ، لخذيرات )؟
7 ـ إلى أين وصل مشروع الصرف الصحي لمدينة كيفه ، التي أصبحت تغرق كل خريف مع هطول أول غيث ؟
8-ماذا عن نظافة مدينة كيفه و تنظيم أسواقها و العناية بصيانة مرافقها العمومية الصحية و التعليمية و مساجدها و مقابرها …إلخ؟
9 ـ بكم حظيت مدينة كيفه من الجامعات و الكليات و المعاهد ، و المصانع ، و معامل الإنتاج ؟
10 ـ ماذا عن استصلاح ” امسيلت كيفه”، و هل تم التفكير في مشاريع جدية كهذه لصالح المدينة ؟
11 ـ ماذا عن إنشاء مفوضية ثانية للشرطة بمدينة كيفه ، الأمر الذي يشكل مطلبا ملحا لدى سكان المدينة ، و تتطلبه الظروف الأمنية ، بعد توسع المدينة ، و تنامي الجريمة ؟
12 ـ ماذا عن قرار نزع المحميات الرعوية بالمقاطعة ، و التي أصبحت تغزو مشارف المدينة ، و تقام على نقاط المياه العمومية من أودية و برك و مستنقعات ؟
13 ـ هل من أثر يذكر يمكن الوقوف عليه على أرض الواقع لعشرات المشاريع الوطنية و المنظمات الأجنبية ، التي تملؤ لافتاتها التعريفية مداخل المدينة من كل الجهات ، و لا نعرف منها سوى هذه اللوحات ؟
14 ـ إلى متى يرجع تاريخ آخر تدخل أو دعم تقدمه مفوضية الأمن الغذائي لسكان مقاطعة كيفه ، رغم كل الظروف ؟
15 ـ بكم استفادت التعاونيات ، و الروابط ، و الأندية من الدعم و التمويلات لمساعدتها في مزاولة أنشطتها ؟
16 ـ أين هي صناديق القرض و الدعم الزراعي التي يمكن أن يستفيد منها سكان مقاطعة كيفه ؟
17 ـ متى ستختفي المظاهر المشينة في النقل العمومي ، حتى لا يخلط الناقل على متن عربته بين الإنسان و الدابة ، و المبيد الحشري ، و حمولة الأرز و السكر ؟
18 ـ هل حل مشكل ترحال المصالح الجهوية بمدينة كيفه ، حيث أغلبها تأويه مساكن مؤجرة ؟
19- ماذا تبقى من العقارات و الأملاك العمومية للدولة على ارض كيفه ، خارجا عن احتلال الخصوصيين؟
20-كيف السبيل إلى النهوض بالوضعية المتردية للقطاع الصحي في كيفه و المتمثلة في رداءة خدمات مركز الإستطباب بها و تراجع آداءه على كل المستويات؟
21- ما هو مستوى حضور المواطن في مدينة كيفه ممثلا في منتخبيه من جهة و عمد و نواب ، في وضع برامج التنمية المحلية مقابل سطوة الإدارة و هيمنة المتدخلين؟
22 ـ متى سيكون عمل المصالح الجهوية الحكومية عملا جادا ترجى منه خدمة المواطن ، فلم تعد مثلا المندوبية الجهوية لوزارة التجارة تعمل بشخص المندوب و حده دون طاقم ليضبط العمل بخمس مقاطعات ، الأمر الذي جعل الأسعار تخرج عن السيطرة و المواد الاستهلاكية المنتهية الصلاحية تنتشر بشكل رهيب ؟
23 ـ متى سينتهي احتقار و استخفاف الإعلام الرسمي (التلفزة و الإذاعة الوطنيتين ) بمشاعر المواطن في مدينة كيفه ، فتكف عن التمثيل بواقعه ، و قلب و تحويل الحقائق المرتبطة بيوميات حياته ، من بؤس و شقاء إلى نعيم و رخاء مزيف ؟
24- و أخيرا ، هل من مستجيب تجرد من كل شعار إلا واحدا ، هو (المصلحة العامة لمدينة كيفه فوق كل اعتبار )، ليأخذ مكانه حول طاولة الحوار ؟
النهاه ولد أحمدو
22442289