أنتهاء أزمة ” كورونا ” في الشهرين المقبلين، لكن كيف ذلك؟

العنوان الأصلي : ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻊ ﺍﻟـ COVID -19
ﺍﻳﻠﻴﺎ ﺝ . ﻣﻐﻨﺎﻳﺮ :
ﻟﻦ ﺗﻨﺄﻯ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭ، ﺃﻱ “ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜّﻞ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟـ COVID -19 ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺟﻲ ﺃﻭ “ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ” ، ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﺰﻻﻕ ﻧﺤﻮ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ . ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻴﺢ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺇﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻣﻌﻨﺎ ﻷﺷﻬﺮ ﻋﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳِﺐ . ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﺯﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛّﺮﺍً .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﺳﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻹﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ . ﻭﻓﻲ 10 ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺷﻲ ﺟﻴﻦ ﺑﻴﻨﻎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻭﻫﺎﻥ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺇﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ : “ ﺗﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ .”
ﻟﻢ ﻳﻘُﻞ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ . ﻭﺗﻘﺒّﻠﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺟﻬّﺰﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺎﻻﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﺮّﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ‏( ﻟﻠﻤﺼﺎﻧﻊ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ‏) ﻭﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ‏( ﻟﻠﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‏) . ﻭﺳﻴﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﻍ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﻭﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺪﻝ ﺍﻵﻻﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ . ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗَﺤَﻤُّﻞ ﺿﺮﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﺘﻌﻴّﻦ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ . ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴْﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺪّﺩ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴْﻦ ﻟﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻠﻔﻴﺮﻭﺱ . ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﺴﺠّﻞ ﻓﻘﺪﺍﻧﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻟﻸﺳﺮ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 860 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻭ 3.4 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً . ﻭﺗُﻘﺪَّﺭ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺑﻴﻦ 30 ﺇﻟﻰ 60 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﺩُﻝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻄﺖ ﻋﺘﺒﺔ 320 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞٍ ﻳﻮﻣﻲ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻤﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺪﺧﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﺃﻭ ﻻ ﻣﺪﺧﺮﺍﺕ ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺟﺄﺗْﻬﻢ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻟﻴُﺴَﺮّﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻟـ COVID -19 . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﺴﺒﺐ ﻭﺍﺿﺢ : ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ 2020 ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ . ﻭﺗﺎﻟﻴﺎً ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻃﻮﻳﻼً ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ 85 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺗﺨﻮّﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﻣﻮﺟﺔ “ ﺍﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ” ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺳﻴﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ . ﻭﻗﺪ ﺇﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻴُﺪْﺭِﻙ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻀﻴﺮﻩ ﻟﻤﺎ ﻳﺨﺒﺌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭﺳﻴُﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦّ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻤﻨﺔ ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻹﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘّﻌﻮﻥ ﺑﺠﻬﺎﺯ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺮّﻛﺎﺗﻬﻢ ﻭﺇﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻋﻮﺍﺋﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﺧْﺬ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻻﺯﻣﺔ . ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﻓﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻷﻥ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺟﺪﻳﺪ ﺳﻴﻀﺮﺏ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺿﺮﺑﺔً ﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺒّﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺃﺣﺒﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﺨﻮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ . ﻭﻓﺸﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺭﻗﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻏﻨﺎﻫﺎ . ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻧﻪ “ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺟﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﻲ 200 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟـ COVID -19 .
ﻭﺑﻤﺠﺮّﺩ ﺇﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺳﻴﺮﻏﺐ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻧﻪ ﺗﺒﻴّﻦ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺗﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﻏﺮﻑ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﺳﺮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻘﺒّﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺬﻋﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺳﻴﺘﻌﻴّﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺷﺮﺡ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗُﻨْﻔَﻖ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﻗﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﻴﺎﻝ ﺃﺯﻣﺎﺕٍ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﺯﻣﺔ “ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ” ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺒّﺒﺖ ﺑﺄﺿﺮﺍﺭ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ . ﻭﺗﻌﻠّﻤﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻣﺜﻞ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﺃﻥ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ ﻟﻴﺴﺎ ﺑﺄﻋﺪﺍﺀ . ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻮﺑﺎ، ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺭﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ .
ﻭﻓﺸﻠﺖ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﻛﺖ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ . ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻨﺘﺼﺮﺗﻴْﻦ . ﻓﻘﺪ ﺷﻮﻫﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﻴﻦ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ . ﻭﻻ ﺗﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺸﺮﻳﻚ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ .
ﻭﻓﺎﺯﺕ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﻴﻦ ﻹﺭﺳﺎﻟﻬﺎ 100 ﻋﺎﻟِﻢ ﻓﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﻭﺃﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﻭﻣﺎ ﺭﻓْﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ . ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ، ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻓﺮﺿﺖ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺳﻂ ﺫﺭﻭﺓ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ، ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻗﺪﺭﻫﺎ 15 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻤَﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﻨﺰﻭﻳﻠﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻣﺎﺩﻭﺭﻭ، ﻭﻫﺪّﺩﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ . ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻻ ﻳﻤﻴّﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻟﻦ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﻟﻠـ COVID -19 ﻗﺮﻳﺒﺎً .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﻌﻠّﻤﺖ ﺩﺭﺳﺎً ﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﻭﺳﺘﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟـ COVID -19 ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ . ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ “ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ” ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻟﻨﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﺼﻤﺖ ﻷﺷﻬﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺪّﻟﺖ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘُﻪ.

( الرأي الكويتية)

عربي بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى