كيفه: آلام الفقراء / محمد الهادي ولد محمد المختار

الحياة مؤلمة بكل ما فيها من مآسى وظلم وجهل و فقر وبؤس وأنانية وطمع وكره وحزن .                                          الفقراء هم بشر مثلنا يعيشون معنا على نفس الأرض وتحت نفس السماء ولكن أغلبنا لا يعرف عن حياتهم الكثير .. حياة أشخاص عرفوا الفقر منذ طفولتهم وعاشروا المرض منذ أن تفتحت أعينهم للحياة

هم آدميون مثلنا ولكن أجبرتهم ظروف الحياة وقسوة الواقع أن يسكنوا فى مناطق نائية تفتقر لأدنى مقومات الحياة .. لا مشاريع مياه ولا كهرباء ولامدراس ولا مستشفيات ولا حتى وحدات صحية و لا بيوت .. يسكنون الاكواخ والعشش .. بل أسوأ من كل هذا  .. فهى عشوائيات لاتليق سكنا وحياة .. لا تليق حتى بالحيوانات التى تسكن فيها معهم !
هم عجائز وأيتام ونساء ومرضى  يتضورون جوعا ويعانون عطشا ويتألمون عوزا ويموتون مرضا ..  يعيشون فقرا مدقعا وذل ومهانة دون احترام لأدميتهم
هم أطفال ترعرعوا فى وسط محروم من كل شىء  .. حرمتهم الدنيا من ما هو أكثر من اللعب والضحك والتعليم .. لقد حرمتهم من الحياة
تلك الأرواح البريئة ملقاه تحت أطنان الألم و أثقال الحزن .. أجسادهم نحيلة ووجوهم شاحبة وملابسهم رثة ..ابتسامتهم الطفولية الباكية ترسل استغاثة من أرواحهم المعذبة ..  حسرة الدنيا وألامها اجتمعت فى وجوهم الغضة البريئة
هم بشر  يعيشون ويموتون على هامش الحياة  ..لا اعتراف بهم ولا بآدميتهم
يعيشوا بعيدا تحت أثقال القهر والظلم وركام الفقر والألم والاهانة  واحتقار آدميتهم وسقوط الأطفال مرضى من الجوع والفقر
فى يقظتهم غياب عن حقائق الدنيا وصراعتها وحروبها ونزاعتها .. فحياتهم قاسية بما يكفى وبكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى ،  ومن حولهم  وبداخلهم  ظلام دامس وجهل مطبق .. فعقولهم خاوية مقفلة متحجرة خالية من أى تفكير و لا يوجد حولها أى طريقة لتساعدها على الادراك ..  فهم لم يتلقوا أى قدر من التعليم .. سوى من مدرسة الحياة  .. وكم هى قاسية و مؤلمة و صعبة تلك المدرسة
لم أتمنى يوما أن أمتلك الكثييييير من المال الا عندما رأيت تلك الوجوه الشاحبة والعيون الغائرة والأجساد المتهالكة  التى تحكى الكثير من الألم والبؤس  .. وأن أمتلك الصحة والجهد حتى أستطيع الذهاب الى كل واحد منهم وأربت على قلبه وأعيد البسمة والأمل والحياة التى سرقت منهم
من هم حقا الذى يشعرون بالمعاناة؟
هم فقط من يعلموا معنى الألم والفقر والحرمان .. هم فقط من يشعروا بالمعاناة الحقيقية .. هم من يفتقدون الامن والامان ويطغى عليهم الفقر وذل الحاجة للبقاء .. هم من يعيشون تحت الأرض بكل ما في هذه الكلمة من معنى  .. يعانون مرارة البؤس وحدة المجاع فحولنا الكثير من الصرخات المدوية من قهر وظلم واستغاثة ونحن قررنا أن الصمت أبلغ من الكلام .. ولجأنا الى البكاء والحزن الوقتى لحفظ ماء وجوهنا .. تقشعر أبداننا عند رؤية مناظرهم شفقة عليهم ثم نعود الى حياتنا وأعمالنا .. ننسى أو نتناسى  ، لا أعلم الى متى سنظل هكذا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى