خلوا بينهم
في موروثنا الشعبي عندما يكون هناك نزال بين شخصين يعتقد كل منهما أن له القدرة الكاملة على اخضاع الآخر يقول المتفرجون على هذا النزال : خلوا بينهم” و يعني ذلك أن يترك الأثنان حتى يستطيع أحدهما أن يتمكن من الآخر أو يصلا إلى مرحلة الكود: اكرون اكباش”
نحن اليوم أمام نزال انتخابي بين متبارين يحاول كل منهم إظهار حنكته و قدرته على كسب الرهان من خلال ما لديه من وسائل اقناع و جذب للناخبين، و عليه فنحن كناخبين من واجبنا الديني و الأخلاقي أن نراقب هذا النزال مراقبة إيجابية من خلال مناصرة مرشحنا بما يتوافق و أخلاق اللعبة بعيدا عن استخدام الطرق الملتوية كي نميل الكفة لصالح هذا أو ذاك.
لماذا لا نعطي لأنفسنا الحق في الاستماع إلى برنامج المترشحين و قراءة هذه البرامج حتى نتبين الأجود و الأقرب إلى الواقع؟ قد يقول البعض إن البرامج في العادة هي نسخ طبق الأصل من بعضها البعض ، قد يكون في ذلك بعض الحقيقة و لكن لا بد أن يوجد اختلاف و لو طفيف بين البرامج أو بين الأشخاص يجعلنا نقدم الواحد على الآخرين.
لماذا لا تترك السلطة القائمة النزال بين المترشحين دون أن تتدخل فيه إلا بما يلزمها قانونا حتى يستطيع الناخب أن يختار من يختاره بعيدا عن ترغيب السلطة و ترهيبها؟
المفارقة الكبيرة هي أن السلطة و من يدور في فلكها يجزمون بأن لا منافس لمرشحهم في هذه الانتخابات و مع ذلك لا تترك هذه السلطة فرصة إلا و اغتنمتها للرفع من حظ مرشحها ( استغلال مكانة رئيس الجمهورية ، اعلان المسابقات ، تدشينات هنا و هناك ، تعيينات ، التضييق على المعارضين …)
يجب أن نعلم جميعا أن المنتصر الأول و الأخير في هذا النزال هو الشعب الموريتاني إذا ما سار النزال على قواعد الشفافية و الصدق و الالتزام أما غير هذا الطريق – لا قدر الله – فنتائجه لن تكون في مصلحة الكل.
محمد محمود العتيق