توبة فرعون

عندما أراد الله بفرعون الهلاك سار خلف موسى و قومه في البحر و لما التقى عليه الماء هو و جنوده قال آمنت بالذي آمن به موسى لكن جاءه الخبر من الله بأن التوبة منه لم تعد مقبولة و أن مصيره المحتوم إلى نار جهنم.

هنا في بلادنا مشائخ و أصحاب رأي قضوا زمنا طويلا في مناكفة النظام القائم و لم يتركوا مناسبة إلا و جهروا فيها بمعارضتهم للنهج الذي يسير عليه النظام الحالي و الذي قبله و منهم من تقلد مشيخة بفضل مناكفة هذا النظام قبل أن يقضي النظام على نظــــــام المشيخات.

اليوم نجد بعض هؤلاء المعارضين بالأمس يكيلون التهم لرفقاء دربهم سابقا من المعارضة  فيتحدثون عن التدين المغشوش ، و المعارضة العدمية و المناطحة العبثية فكيف يستطيع هؤلاء اقناع الكثير من الناس بما يقولون و الحال أنهم قضوا زهرة أعمارهم و هم يدافعون عن هذا التدين المغشوش في جديد توصيفهم ، و يمارسون معارضة عبثية في  ارجاع نظرهم  أما عن المناطحة العبثية فلعلهم يدركون أكثر مني أن النظام لن يألو أي جهد من أجل كسب رهان هذه الانتخابات حتى و لو بالتزوير.

لقد كان من اللازم اخلاقيا لهؤلاء أن يتمثلوا – على أقل تقدير – المثل القائل: يمشي عن الدار من لم يحرق الزربا

و السؤال الذي يتبادر إلى ذهني: هل يقبل النظام و مرشحه تحامل هؤلاء على رفاق دربهم بالأمس كفارة لما مضى من معارضتهم أم سيعتبرون جسما غريبا لا ينجر عنه سوى المرض كما يرى ذلك بعض داعمي هذا النظام و غيره من الأنظمة منذ وجد في بلدنا نظام؟

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى