نم في سلام أيها الحبيب، لقد وعدت قصدقت، وابتليت فصبرت، وتمنيت الشهادة فكانت لك منزلة وكنت بها جديرا.
ساوموك لتعيش ذليلا، لكنك اخترت أن تموت عزيزا، أرادوك رخيصا تستجدي لتحيا، فأبيت الانحناء لأنك لم تخلق له يوما.
الدعوة التي ثكلتك اليوم، تفيض دموع أبنائها حزنا، تبكي قلوبهم دما، لكنّ همهم تضاهي النجوم عزة وفخرا، فقد راهنوا عليك، على أنفتك، صبرك، وتجلدك للشامتين تريهمُ أنك لريب الدهر لا تتضعضع، فما كنت لهم من الخاذلين.
هم قتلوك غيلة، وتلك شنشنة نعرفها من الأنذال، لكن طيفك -أيها الراحل الحبيب- يرفرف الآن في سماء المجد، هناك حيث سبقتك كوكبة شهداء، لم تقبل أن تعطي الدنية في الدين أو العرض.
العزاء فيك مؤجل، يا عنوان عزة أبت التلطخ بعار الاستسلام، وعصارة تربية لا تعرف للطغاة رضوخا.