كيفه: ماذا بقي من ” تواصل ” في مقاطعة كيفه بعد رحيل عمر الفتح؟
مايو 6, 2019
أخيرا أعلن الشيخ عمر الفتح أنسحابه من حزب الإصلاح و التنمية ” تواصل ” بعد ما اكل من ثماره في قبة البرلمان الموريتاني.
عمر الفتح و منذ زمن طويل كان يصلي خلف صف المعارضة و يقصرها لأنه شرع في الرحيل عن حزبه منذ زمن و كان فقط ينتظر الوقت المناسب لإعلان عن موقفه جهرة من دون تردد.
عمر الفتح غاب عن الأستحقاقات الأنتخابية المحلية الماضية عن حملاتها الأنتخابية و عن مهرجاناتها السياسية و حتى عن وفودها الدعائية .
عمر الفتح توارى عن الأنظار من يوم تاريخ إلغاء قبة الشيوخ الموريتانية
نعتبر الموقف الذي اتخذه عمر الفتح كان متوقعا و طبيعيا :
متوقعا بسبب خلفية الرجل الفكرية التي توحي إليه أن منهج ” تواصل ” ليس إلا اجتهادا ظنيا غير ملزم شرعا و عليه لا مانع من تذوق جميع ” الإجتهادات ” و استطعامها ، و إن كره ذلك الفقهاء بل يحرمه البعض منهم.
طبيعيا لأن الرجل يريد أن يقفز من سفينة مقبلة على أمواج متلاطمة من المكائد و المضايقات لعل أقلها هو تجفيف موائد المملكة العربية السعودية و التي يقول البعض أن شجرة مسجد الأنبياء لعلها أن تكون من نواته.
لكن العامل الذي في نظرنا دفع الرجل إلى المجاهرة بتأييد المرشح محمد ولد الشيخ اليوم لعله عامل الجهوية .
فالبعد الإجتماعي للرجلين يتشابكان في المكان و الرحم و التاريخ ، و بينهم من الروابط ما يذيب الفكر و القناعة و الحزب و يقلب القلوب بين عشية و ضحاها .
لكن المثير للدهشة و وجيه التساؤل عنه في نفس الوقت ، هو هل رموز ” تواصل ” في مقاطعة كيفه قد شرعت من الآن تطوي أثاثها استعدادا لأقتفاء أثر عمر الفتح ؟.
الذي نجزم به أن نائب ” تواصل ” سوف يصمد ، و ذلك على الأقل حرصا منه على مقعده في البرلمان ؟ .
أما البقية و خاصة الذين ينحدرون من قبيلة ولد الغزواني فلا شك أنهم الآن يكررون دعاء السفر لأنهم في الطريق إلى مرشح النظام ولو كانت أرضه جدباء.