
كيفه : الحلقة الثانية من حياة العلامة سيدي ولد محمد محمود ولد الغوث
الحلقة الثانية من ورقات عن العلامة الجليل المجاور بالمدينة المنورة سيدي ولد محمد محمود ولد الغوث رحمه الله
تربى سيدي في كنف خال أمه عبد المالك بن باب أحمد بن أخيارهم، فنشأ نشأة صلاح وتقوى، وحُبٍّ للعلم وأهله وللصالحين، وكانت أمه امرأة صالحة كآبائها وأجدادها، مولعة بالحرمين، حريصة على الحج، وقد سعت فيه جهدها، فلم يُقدَر لها، فتأثر بها ابنها، فتعلق بالحرمين والحج والجوار، فما زال يتحين الفرص حتى كان عام 1969، فرحل بأولاده برا، حتى وصل إلى التشاد، ومنها ركب الطائرة إلى جدة، فوصل إلى مطارها يوم العاشر من شوال، عام 1391 هـ، عام 1971 م، فأقام بالمدينة مجاورا، يحج ويعتمر كل عام، ويطلب العلم على من ألفى بالمدينة من أكابر العلماء والصالحين، كالشيخ محمد الحسن بن سيدي (القلاقمة)، والشيخ محمد المختار بن يوسف (تنواجيو)، والشيخ أحمد بن يباه (تندغ)، والشيخ أعمر بن حبَّ الله (تشمش)، حتى توفاهم الله، غير أعمر، فلزم بيته، لا يخرج منه إلا إلى الحج أو العمرة، أو المسجد النبوي. وكانت بينه وبين هؤلاء العلماء -وهم بقية من أدركنا بالمدينة من علماء الشناقطة وصالحيهم- مودة أكيدة، يحبهم ويحبونه، ويجلهم ويجلونه. وكان أعمر بن حب الله جارنا في الحي، وكانت بينه وبينه صداقة ومحبة إلهية، إلى أن توفاه الله. وقد أصابه الضغط بعد قدومه المدينة بمدة قصيرة، فحال بينه وبين ما كان مشغوفا به من القراءة وطلب العلم، فلزم المصحف، يقرؤه نهارا، ويقوم به ليلا. وفي السبع السنين الأخيرة من عمره أصابه قصور في عضلة القلب، فما زال به حتى توفي الساعة الثانية بعد ظهر يوم الجمعة، الحادي عشر من ذي الحجة، عام 1436 هـ، بعد خمسة وأربعين عاما من الجوار، ودفن في ببقيع الغرقد، بجوار حبيبه -صلى الله عليه وسلم-. فرثاه الشيخ زايد الأذان بن الطالب أحمد (أهل التاگاطي) بقصيدتين….. يتواصل
معلومات كتبها البرفسور الدكتور مختار الغوث، حفظه الله ورعاه
و أرسلها إلى الموقع : سيدي ولد الغوث