كلما تطور فكر المواطن، انتعش الاقتصاد وانخفضت البطالة

ظل الموريتانيون إلى عهد قريب يأنفون من مزاولة بعض الأعمال والحرف اليدوية بحجة أن ذلك مناف للقيم الأصيلة والشيم النبيلة، نظرا للثقافة التقليدية الي كانت تطبع سلوكهم وتملي عليهم بعض العادات والمعتقدات السلبية التي تعطل مواهبهم وتقيد طموحهم.
لكن هذه النظرة سرعان ما تغيرت بعد التحضر والانفتاح على العالم الخارجي حيث فرضت عليهم متطلبات الحياة المدنية البحث عن فرص العمل ووسائل الانتاج التي تسد حاجياتهم اليومية، فشرعوا يمتهنون من الحرف ما كنوا يعدونه معرة تحط من قدر صاحبها.
وقد برز في العقود الماضية مئات الشباب الذين خرجوا عن المألوف وقرَّروا كسر القيود والأغلال والتحرُّر من العادات التي كانت تكبلهم عن ممارسة الأعمال المدرة للدخل، ليُسهوا بذلك في نشر الوعي المدني ويكونوا أسوة حسنة يحتذى بها في هذا المجال، حيث مارسوا هذه المهن الشريفة في وقت مبكر ما يزال أقرانُهم يخجلون منها على الرغم من حاجتهم الماسة إليها.
ولا يفتأ المثقفون الموريتانيون يُعربون عن امتعاضهم من العقليات السلبية التي تُعيق التنمية وتكرِّس البطالة وتحد من الإنتاج داعين إلى وضع الأثقال والآصار التي تشل حركة الاقتصاد وتفوِّت على المواطنين الفرص المدرة للدخل ليجدوا أنفسهم ما بين فقير متعفف لا يسأل الناس إلحافا أو متسول يجلس على الطرقات ترقبا لما تجود به أكف المحسنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى