طفقت ” مبادرة مدينة كيفه ” تعبئ و تستقطب من أجل حراك شعبي لتأييد مرشح النظام محمد ولد الغزواني في الرئاسيات المقبلة ، الحراك مقرر له يوم غد الاحد .
هذه قد تكون خطوة عادية لأن أبطال المبادرة من نشطاء الأتحاد من أجل الجمهورية ، و لأن مرشح النظام ولد الغزواني له نكهة خاصة في ساكنة مدينة كيفه بسبب التاريخ و الرحم و المعايشة في وجدان هذه المدينة.
لكن هذه المبادرة لا تخلو من ملاحظات أيضا :
فهي اول مبادرة شعبية من نوعها على مستوى مقاطعة كيفه تتفاعل مع مرشح النظام.
و هي اول مبادرة سياسية قيادتها بيد العنصر النسوي ، تحاول ان تخط لنفسها طريقا مستقلا عن القوى التقليدية المهيمنة على المشهد السياسي في المقاطعة.
و يبقى التساؤل المطروح هل زعيمة هذه المبادرة صارت امتدادا للطبقة السياسية المتمردة على التخندق القبلي الضيق ، و الخروج منه إلى الأفق الواسع الذي يحتضن كل الألوان و القبائل؟.
من المؤكد ان زعيمة المبادرة تقود مبادرتها بعيدا عن الولاءات القبلية ، و ماضيها السياسي لا مانع أن يشفع لها أنها مفعول من أجلها على مستواها القبلي ، و ليست مفعولا فيها.
إننا لا يمكن ان نرى في هذه المبادرة سوى تقهقر سريع للقبضة القبلية على مستوى المقاطعة ، ولعل بداية تقهقرها كانت مع فوز رجل الأعمال و النائب لمرابط ولد الطالب ألمين.
و لعل ما يزيدنا طمأنينة على هذا الإستنتاج هو أختفاء المهرجانات و الأجتماعات عن ساحات و بيوت الأعيان و الوجهاء القبليين إلى حد الآن و ذلك أمر غير معتاد، مما يعني ان هناك شعورا ما بدأ يسيطر على مشاعر الفرسان التقليديين ، ان زمام اللعبة صار يتفلت من أيديهم و هم ينظرون.
بل و جرأة البعض على التغريد خارح السرب من دون أن يخشى سطوة شيخ أو غضبة حليف تقليدي ، يوحي بالكثير في المستقبل.