كيفه : اطار من حي ” القديمة” يكتب إليك الرئاسة منقادة!

لا يمكن للمرء أن يكتب عن التاريخ ولا يتحدث عنه الا من خلال بنيات كرونولوجية سيستاماتية ’ خاصة عندما يتعلق الأمر بموريتانيا والعشرية الأخيرة التي عرفت طفرة نوعية على جميع الأصعدة خاصة فى مجال الكادر اليشري والتنموي ’ على الرغم من وجود بعض الاختلالات ’ والنواقص ’ باعتبار الإنسان يسعى دوما إلى الاكتمال لكن هيهات ’ فالكمال خاصية إلهية لا مندوحة لنا بتحقيقه باعتبارنا كائنات نفنى عبر الزمن ’ وعود إلى الحديث عن العشرية الأخيرة ـ والعود أحمد ـ  والتي عرفت الكثير من الانجازات سواء على مستوى البنية التحتية ’ من مستشفيات ونقاط صحية ومدارس ومعاهد وجامعات ….الخ ’ وفى المجال الاقتصادي ’ حيث المؤشرات الاقتصادية واعدة ’ فتم التحكم في التضخم والحفاظ على معدل أقل من 4 في المائة وتراجعت نسبة البطالة مقارنة مع دول الجيران ومن هنا فان الجمهورية الإسلامية الموريتانية تمكنت من الدخول في القرن الواحد والعشرين يحدوها الأمل والتفاؤل نتيجة للبرنامج الإصلاحي الشامل الذي بدأ تنفيذه ونتيجة كذلك للآفاق المستقبلية لاستغلال الثروات الباطنية خاصة النفطية منها ’ أما في مجال الحريات فحدث ولا حرج بلغت القلوب الحناجر في التعبير عن الرأي ’ وألغيت المادة التي كانت تتابع الصحفيين { الحبس ألتحكمي} حتى أننا لم نعد نشاهد تضييقا على الصحافة  ولا سجين رأي سياسي ’ أما على المستوى الدبلوماسي والدولي فقد أصبحت موريتانيا قبلة للمستثمرين ورقما قياسيا لا يستهان به في المحافل الدولية ’ حيث عمل النظام طيلة العشرية الأخيرة على تحسين صورة البلد ’ بعد أن كان غائبا ومغيبا بفعل أنامل الأنظمة المتعاقبة على دفة الحكم ’ حيث عملت كلها على تلميع صورتها الشخصية بدل تلميع صورة الدولة ’ كما عملت على طمس هويتنا الوطنية ’ فغابت روح المواطنة والولاء للوطن والدولة ’ لتحل محلها عبادة الفرد ’ وتقسيم ثروات البلد بين ثلة قليلة ليحرم بذلك السواد الأعظم من الشعب الموريتاني ’ كما لا يغيب عنا تثمين الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما بلادنا ولله الحمد بعد أن كانت من قبل ملاذا لجماعات الإرهاب والعصابات والجرائم العابرة للقارات  وهكذا عملت العشرية الأخيرة أيضا على استرجاع هويتنا الإسلامية معززة كل ذلك بتشييد وبناء المساجد والمحاظر’ وطباعة المصحف الكريم ….الخ ومن هنا تجب المحافظة على هذه المكتسبات التي لما ينته بعد تعدادها نظرا لضيق الوقت ’ فالحفاظ على الموجود أولى من طلب المفقود ’ ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بمواصلة النهج الذي أختط له حسب منظومة متكاملة ورؤية ثاقبة ’ التي يعود الفضل فيها للرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز ’ والذي أعطى الأنموذج الحق في الدمقرطة واحترام الدستور  واحترام إرادة الشعب الموريتاني في اختيار من ينوب عنه في تسيير شؤونه العامة ’ فكان القدر أن قيض لها أحد أبنائها البررة ليواصل المشروع النهضوي متحديا عاديات الزمن وقهر الصعاب التي استلهما من دروس الماضي الغاص بالنجاحات والسير على هدى أسلافه الشناقطة أساطنة العلم وجهابذة المعرفة ’ الذين بثوا معارفهم في المشرق والمغرب ممتطين ظهور العيس وعاديات الزمن التي لا ترحم الجاهل ’ فتمثل الحلم سويا كاشفا النقاب عن مرشح الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي  السيد محمد ولد الشيخ ولد محمد أحمد ’ الذي نهل من معين المحضرة و الثقافة الشنقيطية  قبل أن تفتح له المدارس النظامية أبوابها ليزاوج بين الثقافة الشنقيطية والثقافة الغربية ’ لتكوين شخصيته الفذة التي كونتها امبريقيا  وديان وتلال بوأمديد وجبال تكانت ولعصابه ’ انه رجل المرحلة ’ ومرشح المظلومين والمحرومين ففي شخصه نجد كل خصال الرئاسة التي اعتقدها جاءت صريعة ومنقادة له ’ وتجر أذيالها ’ متوكلا على المولى لا تكدره دلاء  عاديات الزمن التي ما أخالها الا مبتسمة له ’ والتي كانت أصلا لا ترحم من بكى ولا ترق لمن شكي ولا هو بمزحزحه من أخذ زمام  الحكم معارضة معارض إن شاء الله تعالى ’ ولا  خلاص من متابعة المشروع النهضوي ولا مناص من تحقيق أهداف التنمية ’ ففي مرشحنا يجد الناخب ذاته’ وتجد الأرملة ذاتها ’ والأستاذ والمعلم يجدان ذواتيهما ’ فهو بحر لا ساحل له ثقافيا ’ هكذا يمكن أن نخلع عليه صفة رجل الدولة الفاضلة ’ فهو الجامع لكل الفضائل حسب لغة الفارابي الذي يرى أن رئيس المدينة أي الدولة  ’ أو الإمام تشترط فيه شروط من ضمنها : 1 ـ أن يكون عالما ’ 2 ـ أن يكون محبا للعلماء ’ 3 ـ أن يكون قليل المأكل والمشرب والملبس  4 ـ محبا للعدل ’ 5 ـ محبا للصدق وأهله ’ 6 ـ قوي العزيمة ’ الخ وهذه الصفات برمتها لصيقة بمرشحنا ’ و الصفة الثالثة والسادسة  تتناغمان  وتكوينه العسكري بوصف العسكري لايتمتع بكبر البطن والشره على المأكول ’ كما يري الفارابي في مدينته الفاضلة وهذه صفة من صفات رئيس المدينة أو الإمام  ’ فهو خفيف  طفيف ’ وليس كالمدني  الذي لا يهمه إلا إشباع رغباته الجسدية ’ نخلص في النهاية إلى القول بأن هذه الأوصاف التي يتصف بها رئيس المدينة أو إمامها استقاها من خلال تمرسه وتجربته الامبريقية والتجريبية في مجال القيادة وحسن التدبير وفن الإدارة والتسيير إضافة إلى الكاريزما والتواضع الايتيكي الأخلاقي الرفيع للرجل فكان لزاما علي هنا دعوة جميع الموريتانيين خاصة الأسرة التربوية التي تجد ذاتها في مرشحنا إلى التصويت بكثرة لمرشح الأمن والاستقرار ’ الذي يصدق فيه قول أبي العتاهية :

أتته الخلافة منقادة       إليه تجر أذيالها

ولم تك تصلح إلا له           ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيره            لزلزلت الأرض زلزالها

هذا الأسلوب الاستعاري الرصين في قوله : { فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها } حيث شبه الشاعر الخلافة بالعروس وحذف المشبه به ’ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كبر وعظمة الموصوف ’ وقدره ’ وهي صفات تجد مدارها ومثارها في مرشح الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

والسلام على من اتبع الهدى ونهى النفس الأمارة بالسوء عن الغوي

ذ : السيد ولد صمب أنجاي

كيفه بتاريخ : 19 ـ 02 ـ 2019 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى