شاعر لبحير / عمدة احسي الطين عبدي و لد اسماعيل ج 3
يوليو 3, 2017
أنتم الآن مع شاعر: البحير, شاعر لسان الضاد, شاعر المقاومة الخالدة, شاعر الحماسة: فلولا كتاب حوى شعر الحماسة والندى.., أنتم مع: محمدي ولد أحمد فال البحيري الجكني صاحب الرقم: 999 ولد في عام: 1909 في البحير بحير العلم والعلماء, والشعر والشعراء, بحير الصفو واللهو والأنس.., وتوفى والده في وقت مبكر فعاش يتيم الأب, غير يتيم الأدب, ……………………..إنّ اليتيمَ يتيم العلم والأدب
وقد بدأ رحلته العلمية منذ نعومة أظافره: فأخذ سندا في القرآن الكريم, من محظرة محمود ولد الحبيب, ودرس الفقه ومبادئ اللغة العربية في محظرة أهل أبات في تكانت, ومن ثمّ توجه إلى ابن عمه البيضاوي باشة تارودات بالمغرب, وتعلم وعلم في مدارسها, ومن هناك صعد في سلم الطيران {في رحلة ذهاب وعودة} فشدّ المحزم ورفع المسند وكف عن التدخين أثناء الإقلاع, وهبطت به الطائرة في مدرجات الجامع الأزهر واقتطف من أزهاره ما شاء الله, ومن ثم زار الحجاز ولبنان وبلاد الشام وبلاد الرافدين فتجول في شوارع بغداد, وشرب القهوة العربية في مقاهي الرصافة, ومن هناك رأى ما رأى: إذا أنت أرسلت طرفك رائدا…عيون المها بين الرصافة والجسر…فأخذ من كل الروافد أحسنها وأينعها وعاد إلى البحير: صبرنا وهاجرناك في الشرق تسعة**وآبتْ بنا ذكرى مواضيك بالأمس, وقضى فيه باقي عمره, مسخرا فكره للوطن, مسلطا لسانه عل المستعمر ولغته, إلى أن تغمده الله برحمته 1969 في كيفه ودفن في أم لخبر, وبحكم ما شاهد من الحضارة والنضارة وما خالط من الأقحاح كابن عمه البيضاوي القائل:
من زار باريز واستجلى راوائعها**فقد عاد من رحلته متصفا
بالصفات التي وصف ناقدنا السابق/ محمد المصطفى ولد دداه:
حسان شعر على التجديد مقتدرٌ***إن شاء إنشا أوْ شاء للقريض وشا
صفى المعاني عن رواق فكرته***فدبَّ ما رق من رواقه ومشى
قصيدة البحير:
ألا يا بحير الصفو واللهو والأنس***عليك سلام الله يا وجنة الشمس
عليك سلام الله يا مرتع الصبا***ويا مجمع الأحباب والأهل والجنس
ويا ثمرة الألباب يا روضة الهنا***ويا مُذهب الآلام في الروح والنفس
ويا موقد الأشواق جئتك ثانياً***ولكن برق الشيب يبدو على رأس
فلم تُسلني مصر وزهو نعيمها***ولمْ يسلني منها سريرٌ ولا كرسي
ولم تسلني لبنى ولا البين والنوى***ولم أنس لا أنسى ولو كنت في رمسي
ملاعب للغزلان حول ربوعها***كساها نسيم المسك بالورد والورس
شربنا مُدام الحب فيها صبابة***عهود صبانا الغضِّ والكأس بالكأس