تقاعد العقيد…..ويبقى النبل/المصطفى محمد الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه.

تقاعد العقيد…..ويبقى النبل
٠
في شهر مارس 2023 يتقاعد الضابط السامي العقيد محمد المصطفى يبه الملقب (السخاوي )، تقاعد العقيد بعد مضي ما يقارب اربعة عقود من الزمن في االبذل والعطاء والتضحية، كان فيها مثالا في القيم والأخلاق مرورا بالمروءة والتواضع وكانه يمتثل لقول الامام الشافعي رضي الله عنه :

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه
على طبقات الجو وهو وضيع

عرف العقيد بالصدق مع الذات والضمير والحنان واللطف خصال عدة ميزت شخصيته دون ان يؤثر ذلك سلبا على أمانته و عدله ومهنيته في التعامل مع مرؤوسيه وعامة الناس من مدنيين مستحضرا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” .

لقد خدم القائد الرمز والرجل الصادق، المؤسسة العسكرية بكل معاني النبل والوفاء والانفة مضبوطة بضابط الشرع والقانون، انه بالنسبة لي كان ولايزال يترجم روح القائد الفذ بكل ميزاته والقوي الامين المؤتمن بكل ما تحمله العبارة من معاني ودلالات، حيث يتعامل مع جميع الامور بحنكة وتبصر وتعقل ايرى الطريق الصحيح تفاديا كل الصعاب التي من شانها ان تعوق أمام تأدية الواجب بكل حزم و نزاهة واخلاص.

ان تقاعد هذا القائد العلم يعتبر بالنسبة لي خسارة كبيرة للمؤسسة العسكرية لما يتميز به المعني -لا الحصر- فهو الرجل المثقف المنفتح المتقيد بملكة الانصات والذكاء الخارق -ماشاءالله – وبضبط النفس والصرامة والدقة في العمل والعدل، ايمانا منه لأداءالواجب المهني على الوجه المطلوب خاليا من كل الشوائب التي يحرص دائما وابدا على تفاديها من أجل الاصلاح ما استطاع اليه سبيلا، وما التوفيق الا بالله.
لقد اجبرتني النفس مطيعة للتعبير عن مشاعري اتجاه هذا القائد الذي اعرفه وخدمت معه سنين طويلة ليكون من واجبي ان ادلي بشهادتي للتاريخ -فنحن خلفاء الله على ارضه- ووفاء مني له على الاقل ….فالناس للناس ما دام الوفاء بهم..
اسمحوا لي في الوقت الذي ارتجل فيه هذا المنشور ان اقول اني تغمرني هستيريا واسى بالغين لا أكاد اخفيهما لمغادرة الأخ الشهم والقائد الرمز لوداع المؤسسة العسكرية وبالتحديد الثانوية العسكرية الذي قادها وصانها، ليبقى تقاعده يخلف وقعا شديدا على النفس والقلب.
(وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.)
لذلك :
خذ ما ترى ودع شيئا سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

المصطفى محمد الشيخ تونس بتاريخ 18/03/2023
والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى