كيفه :أرجوزة لأحد شعراء المقاطعة تصف رحلته نحو ذهب الشمال

من طرف ونوادر التنقيب التقليدي عن الذهب في بﻻدنا اليوم أن كل امرئ غادر ربوعه أو أقرانه وأترابه هذه اﻷيام إلى مكان خارج التغطية وﻷي حاجة أو مهمة كانت وتحت أي ظرف أو إكراه….. يكون تلقائيا وفي نظر الجميع قد الربوع انتجاعا للذهب والتنقيب!!! وما أدراكم ما الذهب والتنقيب؟!!

موجبه أنني غادرت مدينة كيفه الحبيبه خلال اﻷسابيع الفارطة وخلافا لكل التوقعات هذه المرة غادرتها انتجاعا لبعض الراحة وصلة الرحيم.
لكن المفاجئة المضحكة المبكيه ربما أنني عندما عدت إليها بعد غياب دام زهاء ثﻻثة أسابيع من الزمن كان لزاما علي أن أجيب على سيل من اﻷسئلة وﻻستشرافات والتوقعات…..!!
من قبيل متى قدمت؟ وأين كنت؟ هل في اقليب إندور أو في تازيازت أو آحميم أو الدواس وما هي آخر أخبار الشقات بعد افتتاحها مؤخرا ووو…؟؟؟!!!
سبحان الله العظيم إن لله في خلقه شؤون.
إذا قدر ﻷحدكم أن عاش موقفا كهذا سيعاني حتما مشقة وعنتا في إقناع بعض هؤﻻء المتسائلين بأنه لم يغادر البتة باتجاه الذهب والتنقيب وما درى هؤﻻء المتسائلين أنني شخصيا قد طويت بساط الذهب والتنقيب منذ أمد بعيد ولسان حالي يشدو مع الشاعر القديم:
*إن السﻻمة من سلمى وجاراتها*
*أﻻ تحل بواد حول واديها*
وبهذه المناسبة الطريفة أيها اﻷحبة أهديكم نظما من ستين بيتا سبق وأن نظمته إبان ذهابي الحق إلى الذهب ومطباته في عام: 2016م وفي هذا النظم سافرت مع رفقتين منفصلتين كما ستجدونه مفصﻻ في النظم اﻵنف ذكره وفي النظم أيضا أذكر جميع زمﻻئي في الرحلة مشيدا بأحوالهم وخصالهم وقديما قال عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه :
*هل سافرت معه*
كما تعرضت فيه أيضا بالتفصيل لكل ما ﻻقيناه في ذانك السفر الغريب….
واخترت لهذا النظم بحر الرجز مستفعل مستفعل مستفعل…. دون غيره لعدة أسباب لعل من أهمها سهولة حفظه وبساطته للمتلقي كما أنه أجدر من غيره من بحور الشعر على احتواء جميع تلك المسميات الزمكانية التي ستجدونها في النص.
وهاكم النظم المذكور وهو تحت عنوان :

الرحلة الذهبيه إلى الربوع الشماليه

الحمد لله العلي الهادي
إلى سبيل الخير والرشاد
ثم صﻻته على الهادي اﻷمين 
وآله وصحبه والتابعين
هذا وفي الرحلة نحو الذهب
أكثر ما ترنو له من عجب
ترى الجميع كلهم يسير
خلف السراب ما له نصير
ترى الكبير والصغير والفتى
من كل وجهة وفج قد أتى
وكلهم إلى البرار ينبري
كأنه في عدة أو عسكر
وزادهم في رحلة المنافي
كم من الصبر واﻻعتساف
شعارهم فاستسهلن الصبرا
تنل مرامك بجوف الصحرا
وإن في تلك البﻻد النائيه
لعبرة لكل نفس واعيه
في حضنها الخير الوفير وبها
من الشدائد الصعاب ما بها
وقد تكون العودة المرضيه
منها بأمن غاية سنيه
وإذ من الرحلة ﻻ مناصا
والكل قد أملها خﻻصا
فغادر الكل إليها مرغما
أو راغبا يرجو بها عرمرما
من اليواقيت أو الﻵلي
فاسبح عباب اﻷمل الزﻻل
وقادنا نحو الشمال سالم
وهو لعمري حازم وصارم
أكرم به من قائد أواب
إلى المصلى غاية اﻹيابي
وهكذا الخريت شيخنا السري
فاتبعه دون ملل أو ضجر
يبدد الشكوك واﻷوهاما
وينشر اﻷفراح والسﻻما
ولار باس دون ما تقصيري
أكرم به من فاضل نحريري
ينسيك ما باﻷهل من أحباب
ومن مرابع ومن أصحاب
والحاج إن تظفر به يا صاح
فاشرب معين الجمل الصحاح
ينسيك ما تلقاه من مصائب
ومن مفازاة ومن نوائب
مزاحه يغريك بالتصفيق
وإن تكن في كربة أو ضيق
والسالك الماهر عن فحواه
إياك أن تسأله إلا هو
يداعب الرفاق واﻷصحابا
ويصنع الصحون واﻷنخابا
والعرب إن تظفر به يقيني
فلن تعر طرفك للقرين
وأحمد ذي الخلق الرفيع
نوه به من سائق بديع
أكرم بهم من رفقة وإن لم
يحالف الحظ لهم من أمم
فسارع الجميع للشمال
والكل يمخر عباب اﻵلي
حتى وصلنا ثالث الدواس
فضربوا الخيام باﻷساس
من خلفه عساه أن يمنا
بما توقع الجميع منا
وبعد أن مضت من الليالي
ثﻻثة من دون ما نوال
فقرعوا النفير نحو تالفه
وكم بها من تالف وتالفه
فضربوا الصفح إلى المضارب
والحمد لله الكريم الواهب
وبعد عشرة مع اثنتين
سرنا إلى فصك بدون مين
وإذ هفا بنا الجهاز لندرك
غصنا إلى أعمق حزن ودرك
وبعد أن من الكريم الهادي
بالفتح والخﻻص والسداد
توجه الجميع عن يقيني
لتجريت النصر والتمكين
فعرسوا في الجانب الشرقي
منها بﻻ خوف وﻻ دوي
وبعد ليلة بها أو ليلتين
تفرق الرفاق نحو وجهتين
فذهبت طائفة لتفرغ
زينه بﻻ تكبر أو نزغ
وقادنا الشهم الفتى اﻷنصاري
السالم اﻷبي ذو الفخار
وصنوه الظريف في المشاهد
سيدي أخي اﻷخﻻق والمحامد
فسار من هناك للشكران
حيث الهنا والفوز باﻷمان
وبعد برهة من المقام
والفوز والظفر بالمرام
أناخ ركبنا لدى حاميما
عساه يقضي وطرا قديما
ومن مفارقات تلك الرحلة
وجودنا ﻹبل بربوة
بها الفتى اﻷبي عابدينا
أكرم به مروءة ودينا
فأظهر السرور والترحابا
وأغدق الحليب واﻷكوابا
وكم قتلنا بالشمال أفعى
تطير تارة وطورا تسعى
والسبتة القصية المديده
جئنا لها من أربع بعيده
فأتحفت باﻷمن واﻷمان
فيا لها من بلد شجاني
بها القطار للفﻻة يفري
كأنه الليل البهيم يسري
وعاد ركبنا بﻻ تواني
لتجريت الخير والتهاني
قمنا بها زهاء أربعينا
يوما مكرمين آمنينا
ثمت أقفلنا واﻷفراح تفوق
أضعاف ما كنا له قدما نتوق
قد تم ما أردت في ذا المهيع
دون تحامل وﻻ تصنع
وﻻ تملق وﻻ إجحاف
والحمد لله على الكفاف
ثم صﻻته على الحبيب
محمد ذي المقول المصيب
وآله وصحبه اﻷقمار
ما طلب الذهب بالقفار

كلمات: المصطفى بن أمون بتاريخ : 2016/10/20م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى