السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الايام التشاورية حول التعليم
تشيع هذه الايام أخبار حول تشاور واجتماعات جهوية ومركزية تقوم بها الوزارة المسيرة للتعليم فى البلد وذلك تمهيدا لأيام وطنية تشرف عليها لجنة وزارية عليا حول التعليم منهجا وتنظبما
وهذا شيء جيد ومن صفاتنا المحمودة التشاور فى الامر وما خاب من استشار
ومسايرة لهذا التوجه الذى نرجو أن يكلل بالنجاح أقدم هذه الملاحظات لعلها تصل من يعنيه الامر من باب النصح وامتثالا للاية ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتيه الله ) فلا نملك الا رأيا نظن وصوابه ووجاهته وقد يكون غير ذلك
أولا _ نرجو من السياسين أن يبعدوا المنظومة التربوية عن تجاذباتهم فهى ناظم عقدى وخلقى لكل هذا الشعب ولا يمكن أن يتأثر مدا أو جزرا بنظام هذا أو ذلك ولا بمعارضة شخص أو موالاة ءاخر
ثانيا _ المنهج المدرسى يمثل الهوية الحضارية للمجتمع ويربط بين حلقاته الزمنية ولا يمكن أن ينحصر دوره فى حاجة السوق _ رغم أهميتها _
ثالثا _ لا يجوز أن نفرغ التعليم من مراميه ومحتوياته التعبدية والسلوكية ونقزم أهدافه كلها فى الجانب المادى فقط فذلك يجعلنا نخرج أجيالا ملأناها جشعا ورعونة ولم نزودها بالمعانى الروحية التى تتحاكم اليها عندما يحصل تتعارض المصالح المادية
رابعا _ اللغة العربية هى لغة ديننا وعبادتنا فى صلاتنا وقرءاننا وبها كان أجدادنا يتخاطبون فى أحكامهم ورسائلهم البينية فلا بد أن تعود كما كانت لغة دين وعلم وبها تدرس جميع المحتويات المعرفية
وكذلك لغاتنا الوطنية لا بد أن تدون وأن تكون لغات مشتركة لجميع المواطنين فذلك مما يقوى الوحدة الوطنية والانسجام الداخلى
وأما اللغات الاجنبية – الفرنسية والانكليزية وغيرهما – فتلك لغات تدرس للتواصل الخارجى وللاستفادة من خبرات وتجارب الغير لكن لا يمكن أن تكون لغة العلم والفكر فى نظامنا المدرسي
خامسا _ الاداة المنفذة للتعليم هى الطاقم التربوى من مفتش وأستاذ ومعلم هؤلاء اذا لم يرصد لهم ما يكفيهم فلن تنجح أية عملية تربوية فلا بد أن ترصد لهم ميزانيات تجعلهم فى ظرف يمكنهم من أداء مهمتهم النبيلة الشاقة
كان الله فى عونهم
ختاما على الجميع أن يصدق الله تعالى ويعلم أن التقارير قد تروج على الناس فى هذه الدنيا ولكن الله تعالى لا تخفى عليه خافية فليحذر كل واحد منا من ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعدا )
وفق الله الجميع وسدده وألهمه الرشد
أخوكم : محمد الاغاثة ولد مختور
امام مسجد
ومفتش تعليم ثانوى
